في وقت بلغت أزمة المياه في جدة مستويات قياسية دفعت المواطنين للمبيت بجوار الأشياب للحصول على وايت ماء، تكشفت ل«عكاظ» حقائق جديدة مفادها أن محطة التحلية الثانية التي بلغت تكلفتها 3.75 مليار ريال جاهزة للعمل منذ أكثر من 60 يوما، وأن تأخر شركة المياه الوطنية في توفير قناة لربط أنابيب النقل كان وراء تعطل ضخ 240 ألف متر مكعب من الماء إلى جدة. وبحسب المصادر فإن المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة أتمت إنجاز المحطة قبل شهرين، إلا أن شركة المياه الوطنية المعنية بنقل المياه من المحطة إلى نقاط وشبكات التوزيع والخزانات لم تستكمل المطلوب منها، وحاولت «عكاظ» استجلاء الحقيقة من المهندس عبدالله العساف مدير شركة المياه الوطنية الذي اكتفى بالقول «لا تعليق على هذه النقطة تحديدا، ما أود قوله أننا تفادينا كل الأمور الفنية». وتعرضت كميات المياه التي تضخها محطة تحلية المياه في الشعيبة 3 إلى النقص بسبب أعمال صيانة ضرورية لبعض وحدات المحطة واستمر انخفاض الكمية ثلاثة أيام فقط قبل أن تعود إلى معدلاتها الطبيعية، وبحسب المصادر فإن الكميات التي يتم ضخها هذه الأيام إلى جدة تصل إلى نحو 980 ألف متر مكعب وهو أقل من الكميات المطلوبة بنحو 70 ألف متر مكعب. وفي شأن نقص المياه، أقر العساف بوجود مشكلة حقيقية، مؤكدا أنها في طريقها إلى الانفراج، حيث يتم الآن ضخ 930 ألف متر مكعب وهو أقل من حاجة جدة الفعلية في أوقات الذروة والمقدر بنحو 1.050 مليون متر مكعب. المهندس العساف، كشف عن توجه الشركة الوطنية إلى توفير الخزن الاستراتيجي للمياه المحلاة، حيث سيتم إنشاء 6 خزانات كبرى بطاقة 1.5 مليون متر مكعب، ضمن خطة تستهدف تخزين 12 مليون متر مكعب من المياه يومياً. وكشف ل«عكاظ» أنه تم ترسية أول عقود إنشاء الخزانات في منطقة بريمان بطاقة 1.5 مليون متر مكعب وبتكلفة تصل إلى 600 مليون ريال وسيتم أيضا إنشاء خزان آخر في نفس المنطقة يوفر نفس الكمية من المياه. العساف خلص إلى القول «الأمر يخضع لمتابعة دائمة من أمير منطقة مكةالمكرمة ومن محافظ جدة ووزير المياه، وقريبا ستصلنا كميات إضافية من المياه، والأزمة في طريقها إلى الانحسار، ونحن نشعر بمعاناة الناس لكننا نبذل أقصى طاقاتنا».