يتحسر أصحاب سيارات الأجرة بالعاصمة المقدسة بعد إغلاق موقف العدل بحي العدل منذ خمسة أعوام، وهم يعيشون في حالة من الضياع والشتات بين شوارع مكةالمكرمة. وتمنوا تخصيص مكان يسهل وصول الركاب إليهم كبقية الحافلات والنقل الجماعي التي اهتمت بها وزارة النقل وجعلتهم في ذاكرة النسيان، رغم أن سيارات الأجرة هي مصدرهم الوحيد لطلب الرزق. العم إدريس الفهمي يقلب ذاكرة الماضي ويستحضر لنا حياته التي عاشها في موقف العدل منذ ثلاثين عاما ويقول : «كان موقف العدل معلما معروفا بين أهالي مكة وزائري بيت الله الحرام، حيث كانوا يتوافدون إلى الموقف بعد الانتهاء من مناسك العمرة أو الحج، بحثا عن رحلة العودة إلى أي مدينة». ويتذكر السنوات التي قضاها في الموقف والتي توازي سنوات حياته: «حيث كنت أغيب بالأسابيع عن أهلي من أجل طلب الرزق، مشيرا إلى أن تلك الأيام مخلدة في ذاكرتي لما فيها من بساطة جميلة»، حيث كان العم داود الهوساوي من يقود التنظيم بين سيارات الأجرة، وينادي بصوته الجهور لاستقطاب الركاب وتنظيمهم في سيارة الأجرة التي خصصت لنقلهم، فيما كانت الأسعار بسيطة»، مبينا: «كنا ننقل الركاب إلى كافة مدن المملكة بأسعار رخيصة لا تتجاوز في أغلى مشوار خمسين ريالا، رغم أننا نقطع مسافات طويلة». و استغرب مساعد الدوسري الصمت على احتضار موقف العدل بعد إغلاقه من الجهات المختصة بل تحول إلى ساحة وموقف لغسيل السيارات، ناهيك أن تلك العمالة الوافدة غير الظامية سيطرت على موقف العدل وحولته مرتعا لها ومكانا لغسيل السيارات، بالإضافة إلى الظواهر السلبية، بل لم يقتصر الحد إلى هذا بعد الإغلاق بل إن الجهة المختصة أهملت أصحاب سيارات الأجرة وجعلتهم بلا موقف ومكان يجمعهم لنقل الركاب، مضيفا: «أصبحنا تائهين بين وزارة النقل و إدارة المرور بحثا عن مكان يجمعنا، فحافلات النقل الجماعي خصصت لها أماكن بقرب المسجد الحرام، أما سيارات الأجرة فهي ضحية المخالفات على الرغم من أن أغلب سائقي الأجرة يعتمدون على النقل كمصدر وحيد لطلب الرزق. وطالب صالح الزهراني الجهات المختصة بالتدخل السريع في حل معاناة أصحاب التاكسي وتحديد موقف بديل عن موقف العدل لكي يجمعهم ويكون معلما معروفا لنقل الركاب إلى كافة المدن. موقف بديل و بين المتحدث الرسمي والناطق الإعلامي لإدارة المرور بالعاصمة المقدسة المهندس المقدم فوزي الأنصاري وجود تنسيق ما بين إدارته و أمانة العاصمة المقدسة و وزارة النقل لإيجاد موقف خاص لأصحاب سيارات الأجرة قريبا ويكون بالمنطقة المركزية، موضحا أن هناك فرقا ميدانية تتابع الحركة المرورية في جميع شوارع مكة وعلى مدار الساعة.