على مد البصر وتحت الجسور وعلى نواصي الشوارع في أحياء جنوبيجدة تجد العشرات من مخالفي نظام العمل والإقامة يحتلون الكتل الأسمنتية مع إطلالة كل صباح جديد، بعضهم يتثاءب، وآخرون يمددون أجسادهم على الأرض ويستغرقون في نوم عميق ويظلون على تلك الحالة حتى تغادر الشمس. وأجمع عدد من سكان أحياء جنوبجدة أن تواجد العمالة المخالفة بتلك الكثافة تحت الجسور يشكل هواجس أمنية بالنسبة لهم، مؤكدين أنه رغم جهود الجهات المختصة في إلقاء القبض عليهم وترحليهم إلى بلادهم إلا أن بعض هؤلاء يتسللون إلى البيوت الشعبية في غياب أصحابها ويحملون ما خف وزنه وغلا ثمنه. وكشفت جولة «عكاظ» على عدد من الأحياء جنوبيجدة تواجد العديد من المخالفين لأنظمة الإقامة والعمل والذين يتجمعون بكثافة في انتظار مؤنة أو عمل يدر عليهم دخلا. ورصدت «عكاظ» في جولتها آراء عدد من المواطنين حول تواجد العمالة المخالفة حيث تحدث خالد البقمي بقوله: «لا بد أن يتعاون جميع المواطنين مع الجهات المختصصة للإبلاغ عن العمالة المخالفة لأن هؤلاء المخالفين الذين يجلسون على الأرصفة أو ينامون تحت الجسور كما هو الحال بالنسبة لكوبري العمال في الكيلو ثمانية أو ما اصطلح على تسميته (مثلث العمال) في الحرازات فإنهم يشكلون هاجسا أمنيا، لذلك من الضروري التعامل بصرامة في حق المتلاعبين بالأنظمة للقضاء على هذه الظاهرة وترحيلهم فورا عن البلاد. ومن جهته، أوضح أيمن الفهمي أن الضرورة تقتضي تشديد العقوبة على أصحاب العقود التي تدار بالباطن، حيث إن بعض المحال التجارية يقوم أصحابها باستخراج رخصة تجارية ثم يوقع عقدا بالباطن مع الوافدين المخالفين والذين يديرون المحل مقابل مبلغ مالي متفق عليه وهو ما يؤدي إلى زيادة أعدادهم. وفي نفس السياق، تمنى علي العماري من وزارة العمل تسهيل منح التأشيرات حتى لا تكون هناك عقبات أمام المستثمرين الصغار، مشيدا بدور وزارة الداخلية الكبير في ترحيل العمالة المخالفة حفاظا على مصالح الوطن الأمنية والاقتصادية وطالب نايف الشهراني بتشديد الحملات في حي الحرازات والمحاميد بسبب انتشار العمالة على الأرصفة وتجمعهم بالعشرات، مضيفا بأن المنطقة تقع فيها عدد من الأحواش المهجورة التي تكون مأوى لمثل هؤلاء المخالفين خاصة مع حلول الظلام وعدم وجود إنارة مما يزيد من وقوع مشاكل بسببهم، معتبرا أن العمالة السائبة سبب رئيسي للبطالة والجرائم.