تعرضت أكثر من 600 سيدة سعودية للإصابة بالإيدز، انتقل إليهن المرض عن طريق أزواجهن دون أن يعلمن بذلك، وذلك وفق تأكيدات الدكتورة سناء بن مصطفى فلمبان رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية الخيرية لمرضى الإيدز. وبينت فلمبان أن 80 % من حالات السيدات السعوديات المصابات بالإيدز والبالغ عددهن ما يقارب 850 سيدة انتقلت إليهن العدوى عن طريق الأزواج. وقالت إن نسبة المصابات مقابل الرجال تصل إلى سيدة مقابل كل خمسة رجال. وحول رفع قضايا طلاق ضد الأزواج بذلك الخصوص أجابت: العديد من المصابات بالعدوى لا تكتشف الأمر إلا بعد أن تكون قد أنجبت عدداً من الأطفال، وبالتالي يصبح طلب الإنفصال عن الزوج عند العديد منهن غير وارد، رغبة منهن في الاستمرار في تربية الأطفال وأداء متطلبات الأسرة، إلا أنه في بعض الحالات تلجأ المصابات لطلب الإنفصال حسب الوضع الأسري والذي قد يسمح بذلك، وبالتالي يمكن التقدم للجهات المختصة بطلب الطلاق عندما يكون الضرر متعدياً. وللحيلولة دون إنجاب أطفال مصابين بالإيدز في الحالات المشابهة قالت: يجب أن تلجأ المرأة لفحص الإصابة بفيروس الإيدز قبل الحمل حتى في الأشهر الأولى منه، حرصاً على عدم نقل العدوى إلى الجنين، ويشرع الأطباء المتخصصون في علاج الحالات المصابة بالإيدز من الحوامل في أسرع وقت حتى يتمكنوا من إنجاب أطفال سليمين، حيث أن الفحص المبكر يسهم في اللجوء لطلب العلاج سواء للأم المصابة بالفيروس أو للزوجين في حال لم تعرف إصابتهم من قبل، علماً بأن نسبة نجاح العلاج المبكر في المملكة عند اكتشاف إصابة الحامل بفيروس الإيدز عالية جدا وتفوق 98 في المائة. واستطردت قائلة على كل مواطن ومقيم أن يعرف وضعه الصحي من الإصابة بالإيدز من عدمها من خلال زيارة مراكز الفحص والمشورة، ويتم التعامل مع الزائر بكل سرية ولا يتم طلب أي معلومات شخصية منه، وهذه الخدمة مقدمة للجميع دون استثناء، ويحق لمن تثبت إصابته بالعدوى من المواطنين أن يطلب التحويل إلى مراكز العلاج الحديثة المتوفرة بشكل كامل وبتغطية علاجية للحالات المكتشفة بنسبة مائة في المائة. وكشفت فلمبان عن ظهور 1233 حالة جديدة مصابة بفيروس الإيدز خلال عام 2012م منها 431 سعوديا و802 غير سعوديين بلغت نسبة الرجال إلى النساء 5 مقابل 1. وبينت أن أغلب الإصابات المسجلة هي من فئة الشباب ويقصد بهم الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 49 سنة، ويشكلون نسبة 74 في المائة من إجمالي الحالات المسجلة، وتمثل العلاقات الجنسية حوالى 96 في المائة من طرق العدوى ولا يقتصر ذلك على ممارسة العلاقات الجنسية غير المحمية خارج نطاق الزواج، فقد ينتقل الفيروس من الزوج إلى الزوجة ومنها إلى الأطفال، مما يعني أن العديد من الحالات المصابة بالإيدز قد انتقل إليها الفيروس دون ذنب، ولا تعلم عن إصابتها بالعدوى ثم تليها نسبة تعاطي المخدرات بالحقن ويليها انتقال العدوى من الأم إلى الجنين. وأضافت يعتبر الإيدز قضية وعي اجتماعي، ومن الأجدى إمعان النظر في هذه القضية في مجتمعنا بشكل مستمر ومتطور، يتناسب مع المتطلبات المتغيرة عالمياً، وأن نستفيد من تجارب الآخرين، مع تعاون أفراد المجتمع في التعامل مع هذا الوباء بشكل حكيم، من خلال الحرص على تداول المعلومات الصحيحة وإيجاد الحلول الواقعية سواء من خلال نشر الوعي الصحي الاجتماعي أو آلية التعامل مع المصابين بالإيدز وأسرهم، خصوصاً أننا ما زلنا من الدول ذات الأقل إصابة بالإيدز في العالم وتتوفر لدينا من أنواع الدعم المختلف ما قد لا يتوفر في المجتمعات الأخرى.