أكد نواب البرلمان اللبناني في استطلاع خاص ب«عكاظ» أن مرحلة تكليف الحكومة الجديدة هي الأهم بعد صدور التكليف الرسمي لرئيس الحكومة تمام سلام مشيرين إلى ضرورة وضوح مهمة هذه الحكومة وروح التوافق التي أرساها التكليف. عضو الكتائب اللبنانية النائب سامر سعادة يرى أن مرحلة التأليف لا تعد سهلة خاصة وأن آراء الكتل السياسية اللبنانية تتميز بالتباعد مشيرا إلى أن الجميع يصر على إعطاء الثقة بالحكومة المشكلة لإجراء الانتخابات في موعدها والمحافظة على آلية تبادل السلطة في لبنان والتي هي أساس الديمقراطية في هذا البلد. وأضاف النائب سعادة أن الخلافات الجوهرية بين الكتل السياسية اللبنانية في المجلس النيابي على قانون الانتخاب وغيره من المواضيع الخلافية قد تطيل مدة تشكيل الحكومة بعد مرحلة التاليف، إذ ثمة بعض الشخصيات التي قاطعت مرحلة التكليف لرئيس الحكومة. وختم النائب سعادة «على الحكومة المشكلة أن تكون حيادية وأن يكون البيان الوزاري هو إعلان بعبدا». عضو كتلة الرئيس نبيه بري النائب ميشال موسى رأى أن: «المرحلة الأولى الحكمية هي التكليف وبالتالي تبدأ مرحلة التأليف مع المشاورات السياسية مطلع الأسبوع المقبل بعد صدور التكليف الرسمي»، مشيرا إلى أن: «الأهم هو التوجه نحو صيغة وفاق وطني بين الفرقاء السياسيين كافة». وأمل النائب موسى ولادة سريعة للحكومة المقبلة التي تعتمد على التشاورات السياسية البناءة إذ إن من الطبيعي أن يكون هناك تجاذب بين الفرقاء بموضوع الحقائب. بدوره عضو الكتلة العونية النائب آلان عون قال: «ثمة تحد تجاه تأليف الحكومة بعد حسم مرحلة التأليف» مشيرا إلى أنه «يجب الاتفاق على قانون الانتخابات والحقائب النيابية إذ تعتبر المهمة الأكبر تجاه الحكومة المقبلة الذي على أساسها ستتولى الحكومة إدارة البلاد». وأكد النائب عون أن تأليف الحكومة سيجد طريقه للحل رغم النظريات المتباينة لدى القوى السياسية كافة فلبنان أمام حالة من التسوية تجاه كل الأفرقاء السياسيين أما المهمة الصعبة ستكون على ماذا يتوافق الجميع أي شكل الحكومة إلا أن من الطبيعي أن يحدث بعض التجاذبات حول هذا الموضوع، وأضاف أن ثمة ثقة حول إجراء الانتخابات النيابية قريبا جدا مما يخفف من عبء التأليف. وقال النائب عون إنه مطلوب حكومة تضم كل الأفرقاء السياسيين في لبنان وإعادة الجميع إلى الجلوس على طاولة واحدة والحرص على استقرار البلد بمعزل عمن هو الفائز والخاسر بالحكومة فعليها أن تكون فرصة لإمكانية تعايش كل الأفرقاء الذين كانوا متنازعين سابقا وقد تنتج معادلات جديدة في المنطقة. من جهته، رحب عضو لجنة صياغة اتفاق الطائف ورئيس تيار القرار اللبناني الوزير والنائب السابق طلال المرعبي بتكليف النائب تمام سلام ابن البيت السياسي العريق والمشهود له بالوطنية والحفاظ على الصيغة اللبنانية بتشكيل الحكومة، وقال: «إن الجو العام يوحي بالارتياح وهذا ما بدا واضحا بالاستشارات». وأمل أن يصار إلى تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف وعدم الدخول بالعراقيل من أجل توزيع الحصص؛ لأن الظروف التي أتت بسلام هي ظروف صعبة تتطلب تعاونا من الجميع، للوصول إلى حكومة إنقاذ وطني، بعدما وصلنا إلى حال يائسة».