نقل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى ضيوف مهرجان الجنادرية. وقال، في كلمة ارتجلها لدى احتفائه بضيوف المهرجان أمس في قصر الثقافة في الحي الدبلوماسي في الرياض: «سيدي خادم الحرمين الشريفين كان يحرص دائما على الحضور والتواجد معكم، وسعادته في رؤيتكم ولقائكم، ولكن للظروف أحكام»، مضيفا: «كلفنى سيدي خادم الحرمين الشريفين أن أنقل تحياته لكل من حضر إلى المهرجان فردا فردا، ويبلغكم محبته الصادقة لكم جميعا» وتابع: «إخواني وأخواتي هناك من قال في بداية تشرفي بالسلام عليكم (نشكركم على كرمكم)، وأنا أقول: الكرماء ليس نحن بل أنتم، وأنتم من تكرم وحضر إلى المملكة لكي يشاركنا لقاءنا ومحبتنا، ويبادلنا الشعور بالشعور، ويشارك في لقاء الحوار الذي دعا إليه سيدي خادم الحرمين الشريفين، والذي هو أكثر من يؤمن بالحوار سواء الحوار السياسي أو الحوار بين أتباع الأديان». وزاد: «ليس لي في هذا اللقاء الذي أتشرف أن أكون فيه معكم إلا أن أقول لكم: أهلا وسهلا بكم في بلدكم، والمملكة العربية السعودية تفتح قلبها دائما لجميع المسلمين، وأصدقائها من جميع أنحاء العالم، وللإخوان الذين سيثرون الجنادرية بأفكارهم وثقافتهم، وأنا لا أريد أن أطيل في الحديث، لكنني أشكر من شارك معنا اليوم سواء بقصائد أو كلمات، وأشكر رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوزيه لويس ثباتيرو، كما أشكر أستاذنا الدكتور مصطفى الفقي، وأحب أن أعلق على كلمة الدكتور الفقي، وأقول إن العلاقات السعودية المصرية ليست مرتبطة برئيس حضر وآخر رحل، وليست بجيل يولد وجيل يذهب، بل هي علاقة مصيرية، علاقة قوية لا يتدخل فيها ما يزيل هذه المحبة وهذه العلاقة التي نتمنى دائما إن شاء الله أنها تكون متماسكة، وأن تكون دائما على أعلى مستوى». ودعا الأمير متعب بن عبدالله كافة الدول الشقيقة والدول الصديقة أن يكون شعارها دائما هو السلام، قائلا «العلاقة قوية بين الشعوب العربية، ولو عدنا إلى ما سبق وإلى ما قاله سيدي خادم الحرمين الشريفين في الحوارات، وبخاصة في الحوار بين أتباع الأديان، وما كان يسعى إليه بأن لا ندخل الدين في السياسة، وهناك الكثير ممن حاول أن يجعل الدين سببا، والجميع يعلم أن الأديان تدعو إلى السلام والمحبة والتواصل، وأتمنى إن شاء الله أن نعود إلى هذه الحوارات وهذه الأفكار التي توصل إلى ما هو أهم في هذه الدول وهو الأمن والاستقرار، بدون الأمن والاستقرار لا يمكن أن نحيا، فيجب أن نتخلى عن كثير من أهوائنا وأنفسنا من أجل أمننا واستقرارنا وأبنائنا ومحارمنا، وأتمنى إن شاء الله أن ينعم علينا بكرمه، وأن يجعل جميع الأمة الإسلامية والعالم بشكل عام يعيش في أمن واستقرار، وهذه لن تكون دون أن تسلوا أنتم إخواني وأخواتي أقلامكم، وتفجروا أفكاركم في مسعى الأمن والاستقرار، وأن توصل بطريقة مناسبة، وأتمنى أن تجد آذانا صاغية». واختتم كلمته قائلا: «شكرا لكم، ومحبتي لكم، وأتمنى أن نراكم في الجنادرية، كما أرجو من الجميع ممن لديهم أي فكرة يمكن أن نناقشها، وتهدف إلى تطوير مهرجان الجنادرية، فتأكدوا أننا آذان صاغية وقلوب مفتوحة، أتمنى لكم التوفيق، وأن تقيموا معنا إقامة طيبة، وأن يوفقنا لخدمتكم، فإن كانت لديكم أفكار، فالأخ عبدالمحسن التويجري موجود، والإخوان موجودون، وأرجو أن لا يتهاونوا في إرسال أي أمر يطلب، ونحن مستعدون لأي شيء، وأهلا وسهلا بكم». وكان أقيم حفل خطابي احتفاء بضيوف المهرجان، حضره رئيس وزراء مملكة إسبانيا الأسبق خوزيه ثاباتيرو، وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه، نائب رئيس الحرس الوطني عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري، ونائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، وحشد من المثقفين والأدباء من كافة أنحاء العالم. وبدأ الحفل بالقرآن الكريم، ثم كلمة رئيس وزراء مملكة إسبانيا الأسبق خوسيه ثاباتيرو، حيث أشاد في كلمته بالعلاقات المتينة بين المملكة وإسبانيا على مر التاريخ. كما شكر الأمير متعب بن عبدالله على دعوته لحضور المهرجان. بعدها ألقى عبدالله الشهيل كلمة الأدباء والمثقفين السعوديين استعرض فيها تاريخ المهرجان منذ أن بدأ قبل 28 عاما بسباق للهجن، ثم تطور وأصبح عرسا ثقافيا تعتز به المملكة، مثمنا تكريم عضوة مجلس الشورى الدكتورة ثريا عبيد شخصية العام في مهرجان الجنادرية، وهذا يؤكد بعد نظر الملك عبدالله في دعمه للمرأة. كما أكد مصطفى بكري، في كلمته نيابة عن ضيوف المهرجان، أن مهرجان الجنادرية بات جامعا لكل المثقفين والأدباء العرب، ناقلا تحيات وتقدير ضيوف المهرجان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما دعا الله العلي القدير أن يسبغ عليه الصحة والعافية. بعد ذلك ألقيت العديد من القصائد الشعرية من الفصحى والعامية، ثم دعا الأمير متعب بن عبدالله في ختام الحفل ضيوف المهرجان إلى تناول طعام الغداء.