يصدح جناح المدينةالمنورة في كل عام بصوت المعلم رضا زتوني وحكايته مع البليلة، التي دائما مايعاد سردها خلال مشاركته بمهرجان التراث والثقافة «الجنادرية» منذ 21 عاماً. فالمعلم رضا بائع البليلة لم يعد خفياً على زبائنه بالمدينةالمنورة فحسب، بل حتى على زائري المهرجان، فمشاركته بالجنادرية أكسبته شهرة واسعة في بيع البليلة، حتى أصبح مقصداً لزوار القرية التراثية. وقد عرف عن رضا عثمان الزويتيني الشريف ( 48 عاماً )، المشهور ب المعلم رضا، وقوفه عند باب العنبرية، مردداً أهازيجه التي يستقبل فيها زبائنه «بالكمون والفلافل والليمون، يا بليلة بللوك، سبع جواهر ثمنوك، بدمع العين أغلوك» .. هذه الأهزوجة الجميلة حفظها الصغار والكبار، وأكسبت المعلم رضا الذي لا تتعدى بسطته مساحة نصف غرفة صغيرة، الكثير من الشهرة، في بيع بليلته ذات الطعم الخاص. ويقول المعلم رضا عن نفسه هذه مهنتي منذ 25 عاماً، تعلمتها واكتسبت خبرة في ذوقها، حتى زبائني أصبحوا من كل مناطق المملكة، بعد أن شاركت كثيرا في مهرجان الجنادرية. ولا يتوقف المعلم رضا عن صنع البليلة بطريقته الخاصة فقط، بل يشتهر أيضا بالبليلة المخللة، والترمس، والعاشورية، والسحلب، والحلبة، والفول النابت، والخل البلدي، وهذه الوجبات الشعبية تحتاج إلى خبرة طاه يعرف مذاق زبائنه، على حد قول المعلم رضا الذي يؤكد أن المردود الاقتصادي لبيع البليلة وهذه الأكلات الشعبية داخل الجنادرية ليس مجزياً، كما يظن البعض، مشيرا إلى بيع الأكلات الشعبية يتم بسعر التكلفة في كثيرا من المرات، لكنه مع ذلك يرى أن هذه المهنة أكسبته علاقات واسعة مع الكثيرين، وخاصة زوار الجنادرية، الذين يستأنسون بالحديث عن بليلته وسر مذاقها.