المرضى مختلفون في ثقافتهم الصحية ، فهناك من يأتي الى عيادة الطبيب ولديه معلومات واسعة وفكرة جيدة عن مرضه وأدويته قبل ان يبادر الطبيب بتشخيص وتوثيق حالته ووصف العلاج له ، وهناك من هم وخصوصا اصحاب الثقافة المحدودة، يراجعون الأطباء وليست لديهم ادنى فكرة عن مرضهم أو شكواهم فيبادر الطبيب من منطلق عمله الإنساني بشرح معاناته وكتابة الوصفة الطبية واذا كان الأمر كبيرا ويستدعي تقديم شرح واف عن المرض أو العملية فإن الطبيب يكشف لمريضه كل ابعاد مرضه والخطوات العلاجية. قبل أيام راجعني احد المرضى وقد تجاوز عقده السادس ويشكو من العجز الجنسي إلا أنه كان سعيدا بحياته الجديدة بعد ان استخدم الفياجرا من تلقاء نفسه وشعر بارتياح كبير، إلا أنه ارتأى أهمية مراجعة الطبيب والحصول على موافقته وهذا في حد ذاته مؤشر إيجابي لعلاج المشكلة. وقبل ان اشخص حالته سألته: ياعم ما سر استخدامك للفياجرا دون مراجعة الطبيب، أجاب: يا دكتور السبب أنني قبل أن اقرر أي شيء أجريت بحثا وقرأت كثيرا عن أدوية علاج الضعف، فوجدت أن الحبة الزرقاء تتمتع بدرجة عالية من الأمان، بالإضافة إلى الفعالية الكبيرة مع تنوع خيارات الجرعات التي تناسب كل الحالات، بالإضافة إلى أنه الأرخص سعرا وبشكل ملموس عن أدوية علاج ضعف الانتصاب الأخرى بجانب نصيحة الأصدقاء. وبعد الجلسة الحوارية أوضحت له أن الطبيب المعالج يختار نوع العلاج والجرعة المطلوبة ويحدد طريقة الاستخدام حسب كل حالة لكل مريض فالبعض يحتاجون إلى أدوية تعمل لفترة قصيرة وآخرون قد يحتاجون إلى أدوية تعمل لفترة أكبر، والبعض قد يحتاج إلى دواء يعمل أسرع أو لا يتعارض مع أدوية أخرى يتناولها المريض، ويعتمد كل ذلك على المعلومات التي يحصل عليها الطبيب من المريض التي توضح نمط الحياة الزوجية الخاصة قبل الإصابة بالضعف الجنسي وبالتالي حاجة المريض. وأخيرا، أشير لكل من يعاني من المشكلة أن هناك أسبابا عديدة للضعف الجنسي بعضها نفسية مثل القلق والتوتر وبعضها عضوية مثل تصلب الشرايين أو تلف الأعصاب والأنسجة وخصوصا لدى مرضى السكري، لذا فإن تشخيص الحالة عند الطبيب المتخصص أمر ضروري يضمن عدم تعارض الدواء مع أدوية أخرى يتناولها الفرد، كما أنه عند استخدام الدواء بدون استشارة الطبيب يحرم المريض من فرصة دراسة اسباب الضعف الجنسى وعلاجها، وسلامة صحتكم. * استشاري ورئيس قسم المسالك البولية في مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة.