الفياجرا و مرضى القلب يسأل أحد القراء من جدة :عمري 50 سنة و أصبت بجلطة حادة في القلب واعطيت مذيبا للجلطة قبل اربعة اسابيع وليس لدي اعراض اشتكي منها حاليا ماعدا حياتي الزوجية التي تغيرت كثيرا بعد الجلطة القلبية فعلى الرغم من وجود الرغبة أحيانا فليس هناك استطاعة...، وقد نصحني بعض أصحابي بتجربة الفياجرا، فهل هي مفيدة في مثل حالتي وهل هناك من خطورة في استخدام مرضى القلب للفياجرا على المدى القريب، وهل هي خالية من الضرر في تلك الحالات على المدى البعيد؟ كلاهما امراض شرايين القلب والضعف الجنسي (erectile dysfunction) يشتركان في حدوثهما مع تقدم العمر ومع امراض الضغط والسكر والتدخين وارتفاع الدهون حتى ان نسبة من لديهم ضعف جنسي من مرضى شرايين القلب تتراوح في الدراسات الطبية من 40- 50% وهناك محاذير معينة لاستخدام الفياجرا في مرضى القلب فاستخدامها ليس ممنوعاً مطلقاً وليس مباحاً من غير قيود، فكل حالة يجب تقييمها من قبل الطبيب المعالج واتخاذ القرار المناسب في تلك الحالة وتقييمها كذلك بعد استخدام هذا الدواء وهناك نقاط مهمة يجب التنويه إليها : اولها: هناك جرعات مختلفة من حبوب الفياجرا : 25ملغ، 50ملغ و 100ملغ. وتؤخذ عن طريق الفم وتمتص من خلال الامعاء وتصل إلى قمة تركيزها في الدم خلال ساعة واحدة وتخرج من الجسم عن طريق الكبد خلال ست إلى ثماني ساعات، وتأثيرها إرادي يتحكم به الإنسان في مسألة الضعف الجنسي - أي إنها تحتاج إلى الاستعداد النفسي ومقدمات العلاقة الزوجية - و يجب عدم استخدام الفياجرا أو مايكافؤها - مثل اليفترا (vardenafil) والسيالس (tadalafil) - مع مشتقات النيتروجلسرين التي قد تكون قصيرة المفعول مثل الحبات التي توضع تحت اللسان أو بخاخ تحت اللسان أو طويلة المفعول مثل التي توخذ على شكل حبوب أو لصقات جلدية والتي قد يظل مفعولها لمدة اثني عشر إلى اربعة وعشرين ساعة، والمشكلة انه حين الجمع بين الفياجرا ومركبات النيتروجلسرين (او استخدامهما خلال اربع وعشرين ساعة من تناول المركبات طويلة المفعول سواء من ما يعادل الفياجرا أو من مشتقات النيتوجلسرين) حيث يتسبب ذلك في هبوط حاد في الضغط الشرياني وقد يؤدي إلى الوفاة المفاجئة، وإن كان هناك دراسة من مجموعة د. باركر في تورنتو تعارض هذا المفهوم في بعض مرضى القلب ولكن هذه الدراسة لديها عيوب احصائية كثيرة وهي من المتشابة في هذا الموضوع وليس من العلم المحكم، ويجب الانتباه إلى ان هناك انواعاً معينة من المضادات الحيوية وأدوية حموضة المعدة قد تطيل مفعول الفياجرا وأخواتها وبقاؤها في الدم.وهناك بدائل لكل من الدوائين يعرفها اطباء المسالك البولية واطباء القلب في بعض الحالات التي لايمكن الاستغناء عن احد الدوائين وبالتالي يمنع استخدام الدواء الآخر. ثانيها: أن عملية المعاشرة الزوجية تحتاج إلى كفاءة معينة في عضلة القلب، والجهد المفاجئ لعضلة القلب والشرايين (بالذات في كبار السن ومن لديهم انسدادات في شرايين القلب وآلام في منطقة الصدر عند المشي اولايستطع المشى نهائيا أو طلوع السلالم لدور واحد أو لديهم الام غير مستقرة) فقد يسبب ذلك جلطة حادة في القلب، وكذلك من لديهم تضيق شديد في الصمام الاورطي مع اعراض مصاحبة كالألم أو الاغماء المفاجئ وكذلك نوع معين نادر من تضخم عضلة القلب HOCM بشروط معينه، فهؤلاء المرضى يحتاجون إلى علاج مشاكل القلب لديهم اولا، قبل التفكير في عملية المعاشرة الزوجية ويزداد الخطر عليهم مع استخدام الفياجرا أو مايكافئها. ثالثها:من الممكن استخدام الفياجرا أو مايكافؤها في مرضى القلب على العموم بعد مشاورة الطبيب المعالج المتخصص وبمتابعة منه. رابعها: «ليس كل عجز جنسي يحتاج إلى الفياجرا » فمرضى القلب ليسوا استثناء من هذه القاعدة و باقي الاسباب الاخرى للضعف الجنسي مثل القلق، الاكتئاب، انسداد الشرايين السفلية، عدم وجود الرغبة قد تحدث في مرضى القلب فالعامل النفسي له دور كبير في المعاشرة الزوجية، و اخيرا الضعف العام الذي يصيب بعض حالات فشل القلب قد يكون سببا في ذلك. خامسها: لاتؤثر الفياجرا على انقباض عضلة القلب وانما تسبب توسع الشرايين وذلك يسبب نزول الضغط الانقباضي إلى 8 ملم وهذا الانخفض البسيط لايتعلق بعمر المستخدم أو الجرعة المستخدمة أو الاحساس باعراض دوخة. سادسها: في مرضى القلب خصوصاً يفضل استخدام الفياجرا- بعد موافقة الطبيب شرطا - مقارنة بباقي مكافئاتها مماسبق ذكره اعلاه التي قد يمتد تأثير الحبة الواحدة لمدة ست وثلاثين ساعة، وذلك لأن الفياجرا قصيرة المفعول وتم اجراء الكثير من الدراسات الطبية عليها وفي حالة حدوث مضاعفات طبية مثل جلطة القلب أو فشل القلب فإنه لايمنع استخدام النيتروجلسرين لفترات طويلة.