لم تكد فرحة أهالي مركز القوباء وقرى جمح، التي تقع على بعد نحو 100 كم جنوب غرب محافظة بيشة، تبدأ بافتتاح عقبة العزيلاء الواقعة على على الطريق العام الرابط بين مركزي وادي ترج والقوباء، حتى انتهت وانقلبت إلى قلق وحسرة وخوف، فبعدما كانوا يظنون أن هذه العقبة ستسهل حياتهم وتقرب المسافات عليهم وتريحهم من عناء سلوك الطرقات الوعرة والترابية، جاء افتتاح العقبة ليعكر عليهم فرحتهم بعدما أصبحت عائقا أمام تنمية قراهم بدلا من أن تساهم فيها، خصوصا مع تحولها إلى مصيدة للسيارات والشاحنات المحملة بمواد البناء والمواد الغذائية والبترولية بسبب انحدارها الشديد وتعرجات منعطفاتها الخطرة، الأمر الذي دفع بالشركات والمؤسسات إلى الاعتذار عن إيصال أي مواد إلى القوباء أو جمح والقرى التابعة لها إلا مقابل أسعار عالية جداً، أو بنقلها على حساب المستهلك. وهذه العقبة التي شقتها وزارة النقل قبل سنوات، في الجزء الواقع بين مركزين مهمين في محافظة بيشة هما واديي ترج والقوباء، كانت من أبرز مطالب الأهالي الذين دعوا الجهات المعنية وقتها إلى أن تنفذ ضمن طريق عام يمتد من محافظة بيشة حتى القوباء أقصى حدود بيشةالجنوبيةالغربية، وبعد اكتمال تنفيذ الطريق بما فيه العزيلاء، عبر سكان المركزين والقرى التابعة لهما، عن فرحهم العميم بالعقبة التي جعلت التواصل ميسرا بين المركزين من خلال الطريق المسفلت، عوضاً عن الترابي الصعب. ولكن ما ان بدأت السيارات والشاحنات تستخدم العقبة حتى اكتشف الأهالي وسالكو الطريق أن العقبة أصبحت تصطاد بين فترة وأخرى سيارات صغيرة أو شاحنات كبيرة، خصوصا تلك المحملة بمواد بناء ومواد غذائية وغيرها، فتحولت فرحة الأمس بافتتاحها إلى قلق وخوف، وهاجس يومي لكل العابرين، لانحدارها الشديد وتعرجاتها ومنعطفاتها الخطيرة، وكثرة الحوادث التي تشهدها، لدرجة أصبح الأهالي يقولون عن خطورتها (أن الداخل إليها مفقود والخارج منها حيا مولود). وتسببت خطورة الطريق بخوف شديد لدى أصحاب المؤسسات والشركات المتخصصة في مواد البناء أو المواد الغذائية والألبان، وناقلات المواد البترولية، الذين يعتذرون عن إيصال خدماتهم إلى مركز القوباء وكذلك جمح والقرى الأخرى الواقعة خلف عقبة العزيلاء، لصعوبة سير الشاحنات والناقلات عليها، وتعرضها لحوادث كثيرة تكبد أصحابها خسائر مالية فادحة، إضافة إلى الخطر الذي يحيق بالسائقين والعابرين، الأمر الذي يساهم في تأخر التنمية في المنطقة، فتضرر المواطن وتعطلت مصالحه، وتأثرت كذلك مشاريع الدولة، كما تسبب في رفع أسعار مواد البناء والمحروقات والمواد الغذائية بنسبة كبيرة، في وقت يعيش غالبية السكان ظروفاً معيشية ضعيفة. إلى ذلك طالب الأهالي بفتح الجزء المقترح بطول 12 كلم لتلافي المرور من خلال عقبة العزيلاء، لتجنيبهم مشقة وخطورة السير فيها، وكذلك التيسير على المؤسسات والشركات لإيصال منتجاتها وموادها إلى المستهلكين. واعتبر سلطان بن عبدالله الحارثي وحمود عايض الحارثي أن تعديل مسار الطريق إلى الجزء المقترح بدلاً من المرور في عقبة العزيلاء سيخفف من المعاناة الكبيرة التي يعيشها السكان وسالكو الطريق من الزوار والمتنزهين. تعديل المسار أكد مدير الطرق والنقل في بيشة بالإنابة المهندس خميس الشمراني أن تعديل مسار طريق البهيم القوباء معتمد من مجلس المنطقة وتم الرفع به ضمن أولويات مشاريع الطرق في عسير إلى وزارة النقل، مشيرا إلى أن محافظ بيشة سبق وأن وجه بضرورة تعديل المسار عند العزيلاء تحقيقاً للسلامة المرورية على الطريق، وليكون رافداً تنموياً للمنطقة بدلاً من أن يكون عائقاً لها.