دشن صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، مساء أمس، جناح معرض جمهورية الصين الشعبية ضيف مهرجان الجنادرية الثامن والعشرين، وذلك بحضور وزير الثقافة الصيني تساوي وو، وسفير جمهورية الصين لدى المملكة لي تشنج. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الجناح الصيني في الجنادرية، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان عبدالمحسن بن عبدالعزيز، ورئيس الجهاز العسكري بالحرس الوطني الفريق محمد بن خالد الناهض. وفور تدشين الجناح، شاهد سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، عرضا فلكلوريا أدته فرقة شعبية صينية، ثم تجول سموه داخل المعرض، مطلعًا على ما يحتويه من معروضات مصورة تتحدث عن الحضارة الصينية العريقة، وعن المشغولات اليدوية الحريرية والخزفية، وطرق تطريزها، مثل: التشاينغ والهونان والسوتشو، إلى جانب عرض طريقة رسم الخط الصيني، وكتابة اللغة الصينية. كما استمع سموه خلال الجولة إلى شرح مفصل عن الفن التشكيلي الصيني وطريقة تقديم البخور الصينية وفن تشين، إضافة إلى الاطلاع على نموذج الرجل البرونزي، والأطعمة والحلويات الإسلامية المعروفة في الصين. واطلع سمو الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز في جولته بالجناح الصيني على خريطة طريق الحرير التجاري الذي يبلغ طوله 7000 كلم، ممتدا من العاصمة الصينية القديمة «تشانغان»، ويربط ما بين آسيا وافريقيا وأوربا، كما اطلع على تاريخ المسلمين في الصين من خلال عرض بعض المخطوطات الإسلامية القديمة منها: مخطوطة المصحف الشريف الذي حفظه المسلمون من قومية سالا، والمصحف المطبوع بالخشب، والمصحف الذهبي، والقصاصة الورقية الطويلة للقرآن الكريم. وفي ذات السياق، يفتح المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية)، اليوم، أبوابه لاستقبال زواره في موسمه ال 28 الذي يستمر حتى التاسع من شهر جمادى الآخرة، وخلال 27 عاما مضت من عمر المهرجان استطاع خلالها الحرس الوطني أن يقدم أجمل لوحة تراثية على أرض مساحتها أكثر من مليوني متر مربع، اختزلت في مضامينها تراث وعراقة ابن المملكة، منذ أن توحدت أركان الوطن على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله. وانطلقت بداية هذا العرس الثقافي عام 1405ه، ليتواصل العطاء بعد ذلك مكتسيا في كل عام حلة جديدة ورؤية متميزة يقف خلفها صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، فقدم المهرجان سنويا نماذج متنوعة من المشاركات والأفكار والرؤى التي عكست حرص الدولة على تطوير فعاليات هذا النشاط الثقافي التراثي والارتقاء بمفهومه الحضاري. وعلى مدى 27 عاما شهدت أرض الجنادرية زيارة الملايين من محبي التراث، والراغبين في معرفة الحرف اليدوية القديمة التي وصلت إلى ما يقارب 300 حرفة، والاستمتاع بألوان الفنون الشعبية التي تقدمها أكثر من 20 فرقة محلية، إلى جانب الإطلاع على معروضات أكثر من 60 جهة حكومية وخاصة، والمشاركات الخليجية التراثية، في لوحات فنية مختلفة تبرز عمق الرسالة الثقافية بين الماضي المشع والحاضر بكل تجلياته. وثقافيا، نظم المهرجان ما يقارب 78 محاضرة، و229 ندوة ثقافية، و56 أمسية شعرية، شارك فيها أكثر من 5 آلاف أديب ومفكر من داخل المملكة وخارجها، ناهيك عن طباعة 349 كتابا أبزرت تاريخ المملكة وتراثها العريق ووزعت بالمجان على الزوار، وبلورة فعاليات مهرجان الجنادرية وأنشطته المختلفة في نشرة إعلامية تثقيفية تصدر يوميا من أرض المهرجان، لتجعل المتابع على اطلاع بتفاصيل الحدث المتنوعة. من جهته، أوضح سفير خادم الحرمين الشريفين في الصين يحيى بن عبد الكريم الزيد، أن نشاطات جمهورية الصين الشعبية بوصفها ضيف شرف المهرجان في دورته الحالية، تستمر من يوم 3 إلى 19 ابريل، بإيفاد 200 شخص و15 هيئة لتقديم العرض ل30 نوعا من المهارات، وعرض 600 معروض، وأضاف أن اختيار المملكة للصين جاء نظرا لما تتمتع به الدولة الضيف من تاريخ طويل يحوي في طياته العديد من الصور الثقافية المختلفة التي تتجلى بها الروح الشرقية الاصيلة، وعمق العلاقات التي اتسمت بالود والإحترام بين البلدين الممتد عبر التاريخ. في سياق متصل، أعلنت السفارة الصينية بالرياض أن الممثل الصيني الشهير " جاكي شان " سيكون متواجدا في جناح الصين في المهرجان بصفته رئيس الشرف للجناح، وتعرض الصين التي تشارك تحت شعار "الصين بلاد تتألق جمالاً"، حضارتها عبر ثلاثة محاور منها " إيجاد الحضارة والمشاركة الحضارية والتبادل الحضري"، كما تقدم ضمن معرضها أعمالها المهنية التي قادت البلد لمصاف الدول الصناعية وستعرض حرف التطريز والأزياء الصينية الراقية، بالإضافة إلى المواد الغذائية المستخدمة في الطب الصيني التقليدي والوسائل المعاصرة للمحافظة على الصحة ووراثة ثقافة الأكل الإسلامي مروراً بالفنون الصينية الخمسة الأدوات الموسيقية ، والكتب، والشاي، والأزهار، والبخور، إضافة إلى عروض الخزف الصيني الذي ذاعت شهرته في أنحاء العالم والأدوات الموسيقية الخزفية الدقيقة.