أكد المهندس عبدالله العساف مدير وحدة شركة المياه الوطنية في جدة استعدادهم لاستقبال فصل الصيف المقبل بضخ كميات كبيرة من المياه تصل لأكثر من 900 ألف لتر مكعب على أن تتجاوز المليون لتر بنهاية الأسبوع الجاري، مما سيخفف الضغط على الأشياب بشكل كبير . جاء ذلك في معرض تعليق العساف على أزمة المياه الحالية التي تعيشها مدينة جدة بينما الصيف يطرق أبوابها بقوة، حيث ما زالت أزمة المياه في جدة تراوح مكانها رغم وعود مسؤولي المياه بانتهائها، ما دفع «عكاظ» لزيارة أشياب المياه والوقوف على حقيقة الأزمة في الميدان، ورصدت هناك صورا من الزحام الخانق والأصوات المرتفعة، والتلاسن والسباب والتذمر من عدم توفر المياه لأكثر من أسبوعين. بداية يروي محمد علي معاناته قائلا: «في منزلي أطفال وكبار سن ونساء ولقد تعطلت أعمالي ومصالحي بسبب وقوفي في طابور الأشياب كل يوم بحثا عن صهريج، وعندما يقترب رقمي تكون الصهاريج قد انتهت، فيقول لنا المسؤولون: (تعالوا بكرة) لنبدأ من جديد في اليوم التالي رحلة البحث عن صهريج يروي عطشنا». ويقول محمد الشريف مازحا: «أعود إلى المنزل ولا يصدق والداي أنني عدت من الأشياب بخفي حنين، قائلين: (أنت تدفع فلوس.. كيف ما لقيت صهريج؟)»، لافتا إلى أن لمشكلة العمال والإقامات غير النظامية علاقة بالموضوع، حيث الخوف من القبض عليهم وأخذ إقاماتهم، ولذلك غابوا عن العمل، ما تسبب في تفاقم الأزمة الحالية. وقال فواز السلمي: «يحدث ذلك دون أدنى اكتراث من المسؤولين، وفي آخر اليوم نعود إلى منازلنا بلا صهريج أو ماء»، متسائلا: «إلى متى ستستمر هذه المعاناة ؟». وبدوره أرجع ناصر الشهري الأزمة للواسطات والمجاملات من تحت الطاولة، فالصهاريج بحسب ادعائه تمنح لمعارف موظفي الأمانة الذين لا يقفون في الطابور مع الأهالي، بل إن الصهاريج تخرج إليهم من مخارج أخرى غير الرئيسية، والبعض تذهب إليه الصهاريج حتى منازلهم من غير تعب أو وقوف تحت الشمس، بينما نحن تتعطل مصالحنا، متسائلا: «هل يرضيكم هذا ؟». وأضاف محمد عبدالله: «ما يشعرنا بالغضب أكثر عدم مشاهدتنا لأي مسؤول يحاول تهدئتنا أو طمأنتنا بقرب انتهاء الأزمة، بل يتركون الأمر سجالا بيننا وسائقي الصهاريج، ما يتسبب في تلاسن فيما بيننا قد يصل حد الاشتباك بالأيدي، يحدث ذلك كل يوم والمسؤولون في مكاتبهم كأن الأمر لا يعنيهم من قريب أو بعيد». إلى ذلك، أرجع العساف تزاحم المواطنين في أشياب الفيصلية لثلاثة أسباب: أولها التنظيم المروري الجديد الذي يحدد أوقات عمل الصهاريج الذي تم تلافيه لاحقا باستثناء من قبل محافظ جدة الذي وجه بعمل الصهاريج على مدار اليوم، كما أن عمليات الصيانة في التحلية أدت إلى نقص كمية المياه المخصصة للمحافظة من مليون لتر مكعب إلى 900 ألف، فضلا عن خوف قائدي الصهاريج من مداهمة فرق الجوازات لمديرية المياه في أي وقت أسوة بغيرها من الدوائر الحكومية.