وسط اعتراف مسؤول في فرع المياه في محافظة الطائف أن كمية المياه المحلاة الواصلة إلى المحافظة لا تكفي 60 في المئة من حاجة السكان الفعلية، وجد سكان أهالي الطائف وزوارها أنفسهم بين فكي الطوابير الهائلة أمام أشياب بيع المياه وأرقام الانتظار التي وصلت صباح أمس الإثنين إلى أكثر من ألفين، وأصحاب الصهاريج الأهلية التي ينتظر أصحابها بلا رحمة الهاربين من جحيم الانتظار ليكووهم بأسعار لا طاقة لهم بها. وفيما قدر المسؤول في حديث إلى «الحياة» كمية مياه الشرب التي تصل الطائف بأقل من 140 ألف متر مكعب، بينما المطلوب لتحقيق كفاية أهالي المحافظة 250 ألف متر معكب يومياً، رفع أصحاب الصهاريج أسعارهم إلى 600 ريال للصهريج، وهو الأمر الذي أدخل أزمة مياه الطائف المستمرة منذ شهور إلى مرحلة خطرة. وفي غضون ذلك، وصل وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله بن عبدالرحمن الحصين إلى الطائف أمس، للوقوف على أزمة المياه فيها، حيث اعترف بوجود أزمة حقيقية للمياه في المحافظة، مرجعاً ذلك إلى الطاقة الاستيعابية لأنابيب المياه. وأكد المهندس الحصين أن العمل جار حالياً لتوسعة تلك الأنابيب، لتتضاعف الكميات التي تصل إلى الطائف من 140 ألف مت مكعب إلى نحو 280 الفاً، لتحل بعدها أزمة المياه في الطائف نهائياً، كما حلت في جدة قبل ذلك. وقال الحصين: «إن الوزارة عمدت إلى زيادة أعداد الأشياب في الطائف، من توسعة أشياب وج وإنشاء أشياب جديدة في القمرية، بهدف التخفيف على السكان»، مؤكداً أن توزيع المياه من طريق الصهاريج في مثل هذه الأزمات هو الحل المناسب لتخفيف كميات المياه المفقودة من الشبكة، والمقدرة ب 20 في المئة تقريباً. ونفى أن تكون الوزارة تتجه إلى استخدام الصهاريج بدلاً من الأنابيب في توزيع المياه، «إذ إن ذلك سيكون في وقت الأزمات فقط». وقال: «من أهداف الوزارة إيصال الماء بالأنبوب إلى منازل المواطنين». وشدد المهندس الحصين على أن الحل الحقيقي لأزمة مياه الطائف سيكون تشغيل محطة الشعيبة (3) وتوسعة أنابيب المياه التي تعطل العمل فيها بسبب حريق في المشروع، وسينتهي العمل فيه نهاية العام الحالي. وعن تشغيل بوارج المياه قال الحصين: «إن البوارج أحيلت لسد حاجة منطقة عسير، إذ إن محطة الشعيبة تنتج كميات كافية لكل من مكةالمكرمةوجدةوالطائف». والتقى الحصين خلال تفقده توسعة أشياب وادي وج وأشياب القمرية، أهالي الطائف المنتظرين في الأشياب، حيث اجتمعوا حوله لشرح معاناتهم، فقال لهم: «تحملونا هذا الصيف فقط، وستحل كل مشكلات المياه مطلع العام المقبل». ونفى الحصين خلال اجتماعه بالمواطنين أن يكون أنبوب نقل المياه يعمل لفترات محدودة، «بل يعمل على مدار الساعة، وتعبئة الخزانات الإستراتيجية في الطائف حالياً سيفاقم الأزمة، كون سعة الخزان الواحد تصل إلى 300 ألف متر مكعب، وتعبئتها ستكون في خارج أوقات الأزمات، وبكميات لا تؤثر على إمدادات المياه في الطائف». أما حول مشروع توسعة محطة تنقية مياه الصرف في الطائف فأكد الحصين أن مشروع التوسعة اعتمد، ولكن الموقع الذي تم اختياره في السابق بعيد عن المدينة بنحو 60 كيلومتراً، «ونحن الآن بصدد البحث عن موقع قريب لإنشاء التوسعة».