وعدت شركة المياه الوطنية أهالي جدة بإصلاح العطل الطارئ الذي تسبب في انقطاع ضخ المياه أو ضعف الضخ عبر شبكاتها خلال اليومين المقبلين، فيما لا تزال المدينة الساحلية تعيش في أيامها العجاف منذ أكثر من 15 يوماً مع ما تشهده من انقطاع ضخ المياه عبر شبكاتها على جزء كبير من الأحياء في أقصى الغرب السعودي. وأسهمت أزمة انقطاع المياه في جدة على ازدحام بدا ملاحظاً وبشكل يومي على أشياب المدينة المتفرقة في أجزائها الأربعة، إذ بلغ الازدحام ذروته في ساعات متأخرة من ليل أمس. وأكد المدير العام لوحدة المياه الوطنية في محافظة جدة المهندس عبدالله العساف ل «الحياة» أنه تم إصلاح العطل الطارئ الذي أسهم في خلق مشكلة ازدحام السكان على الأشياب، مبيناً أن المياه بدأت تعود تدريجياً إلى الوضع الطبيعي، واعداً المواطنين بانتهاء المشكلة خلال اليومين المقبلين. وأرجع المهندس العساف بطء الاستجابة على الهاتف المجاني للشركة إلى سوء تنظيم المرور الأخير في ما يختص بدخول الشاحنات، مؤكداً أنه سبب جوهري وخارج عن الإرادة، وأن سوء التنظيم أدى إلى تكدس طلبات المشتركين لدى الشركة، فيما تم ضخ أكثر من 900 ألف متر مكعب في شبكة المياه لمدينة جدة مما أسهم في التقليل من ازدحام المواطنين. وأضاف «علاج العطل الطارئ الذي أصاب جزءاً من شبكة المياه في المدينة، وزيادة الضخ في الأحياء المتأثرة حد من الأزمة بشكل كبير». وفي جولة «الحياة» على أشياب العزيزية (الأكثر ازدحاماً) تم رصد نشاط السوق السوداء للصهاريج، إذ بلغ سعر الصهريج الواحد نحو 400 ريال، إضافة إلى لجوء كثير من العمالة الوافدة إلى بيع أرقام الانتظار مقابل مبلغ مادي يتراوح بين 150 و200 ريال، وسط تذمر كبير من الباحثين عن المياه ليلاً. وأكد المواطن فهد القثامي ل «الحياة» أنه يضطر للانتظار لأكثر من ثلاث ساعات للوصول إلى صهريج يروي عطش خزان بيته في حي الحمدانية الذي لا يحظى بوصول شبكة المياه العامة إليه، ولا يختلف ماجد الحارثي عن جاره في الحي نفسه، بيد أن الأخير أمامه ساعات أطول للانتظار كونه حضر متأخراً. وبنبرة متذمرة وصوت حاد يشكو سالم الشيباني ل «الحياة» من تردي حالة النوم لديه، إذ يضطر للذهاب باكراً إلى دوامه من دون أن يقضي ساعات نومه التي قضاها وسط طابور الانتظار لينعم بصهريج الماء في «الأشياب»، متوقعاً أن يحين دوره بعد صلاة الفجر، فيما لجأ منيف الرشيدي القاطن في حي البوادي إلى «الأشياب» بعد تجاهل خدمة الهاتف المجاني الخاص بشركة المياه لطلبه لأكثر من ثلاثة أيام، مؤكداً أن المياه لم تصل إلى بيته منذ أسبوعين. ويشتكي بندر المري الذي يسكن في شارع حراء من حال بيته الذي وصفه بال «سيئ»، لانقطاع المياه في منزله لأكثر من أسبوعين ،ويجد المري حال صالح الغانمي أكثر سوءاً من حاله، إذ أوضح أنه قدم طلباً لصهريج ماء من طريق الهاتف المجاني، بيد أن الشركة أرسلت له رسالة بعد انتظار دام لأكثر من 17 ساعة يفيد بإلغاء طلبه.