بدأت أسرة الشاب المعدم في الكويت فيصل النفيعي أول من أمس، في استقبال المواسين، في منزل عمه عبدالله النفيعي (83 عاما) في وادي ليه، وكان الأخير لا يعلم بوفاة فيصل، إلا بعد تنفيذ الحكم، واستقبال المعزين، خشية عليه من تدهور صحته، خصوصا أن الشاب يحظى بمحبة عمه، الذي بذل جهودا كبيرة لحل القضية، وحصول العفو، حتى أصبح طريح الفراش ولا يقدر على الحركة نتيجة جلطة أصابته. وكشف سلطان عبدالله النفيعي ابن عم فيصل أن والده روى له حلما حول مصير الشاب المعدوم الجمعة الماضي وقبل يومين من تنفيذ الحكم، مشيرا إلى أن والده أخبره أنه رأى في منامه أنهم سيطلقون سراح فيصل من السجن. وقال سلطان النفيعي: وعند استفساري له بالتفاصيل لم يروي لي غير ذلك، ولكنه كان يشعر بقرب إعدام فيصل، حتى جاء النبأ الأكيد عندما جرى الاتصال مع أخو السجين وتأكدت حقيقة النبأ. وأعاد سلطان النفيعي الذاكرة إلى الوراء أثناء زيارته لفيصل في السجن قبل خمسة أشهر، ملمحا إلى أنه عانى من صعوبات قبل الوصول لابن عمه، كاشفا أنه وجده في ظروف سيئة خلال حبسه في سجن انفرادي. وأفاد سلطان النفيعي أن فيصل لديه خمسة إخوة أحدهم توفي في حادث مروري قبل فترة، وتبقى الآن راكان 26 عام، نشمي 24 عاما، محمد 21 عاما، وسلطان 18 عاما، موضحاً بأن العائلة تعاني من سوء الأحوال المادية نتيجة وفاة والدهم الذي كان يعمل في الجيش الكويتي، حيث يسكنون في بيت شعبي في الجهراء. وبين سلطان النفيعي أن الشقيق الأصغر لفيصل يقضي حاليا خلف القضبان، إثر مشاجرة مع شخص، مبينا أنه أمضى داخل السجن المركزي سبع سنوات حتى الآن، على الرغم من أنهم حكموا عليه بالسجن ست سنوات، مطالبا الجهات المختصة بالتدخل للإفراج بعد أن أمضى عاما إضافيا في السجن، فوق الحكم الصادر بحقه. إلى ذلك، أعربت أم فيصل عن مخاوفها من المصير المجهول الذي ينتظرها وبناتها بعد وفاة زوجها وإعدام ابنها وبقاء شقيقه في السجن على الرغم من انتهاء محكوميته، منتقدة نشر صور إعدام ابنها. وكان ضاوي النفيعي غادر إلى الكويت قبل 45 عاماً وتزوج من سيدة عراقية، ورزق منها بعدد من الأولاد والبنات ولكنه توفي في الكويت وترك أسرته. بدوره، أوضح ل «عكاظ» صالح اللحيدان المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط أن الشنق في الشرع لا يجوز، لافتا إلى أن ما يحدث في مثل هذه العمليات يحتاج إلى توحيد الجهود للمسلك الصحيح. وأكد أن مسلك النفس التحليلي الجنائي أثبت أن الشنق وسيلة تعذيب، لأن المشنوق لا يموت مباشرة، والمطبق فيه ذلك الحكم على ثلاث فئات، الأولى قد تطول وفاته إلى ما يقارب النصف ساعة وذلك برد الهواء، والفئة الثانية أقل وقتاً، والفئة الثالثة وهو الحساس والمصاب بأمراض تصل وفاته بالشنق من 5 إلى 10 دقائق. وذكر أن التقاط صور عملية الإعدام ونشرها يولد اضطرابات فيسولوجية قد تدوم مع الأسرة خصوصا الأطفال والنساء، ومن أجلها يكرهون الحياة والنوم والزواج والأكل والشراب، وأحياناً يصل البعض منهم إلى حد الجنون. ونصح اللحيدان الجميع بألا يطالعون تلك الصور أو نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي أو في وسائل الإعلام. يذكر أن «عكاظ» نشرت في عددها الصادر في يوم 16 من جمادى الآخرة عام 1429 خبرا حول صدور حكم الإعدام في الشاب فيصل النفيعي.