رغم افتتاح الشؤون الصحية بمنطقة الحدود الشمالية مركز طب الأسنان التخصصي بمحافظة طريف في أواخر 1429ه، إلا أن افتقاد طبيب جراحة فم وفكين يظل علامة استفهام كبيرة تدعو للدهشة، حيث يظل أكثر من 60 ألف نسمة بلا عناية طبية للأسنان، فيما تصبح الحاجة ملحة في أوقات الحوادث، حيث يضطر مستشفى طريف العام لنقل أي مصاب بالفم إلى مدينة عرعر التي تبعد 500 كلم ذهابا وإيابا. وأعادت الشؤون الصحية هيكلة وترميم مبنى الكلى في المستشفى القديم في الجزء الغربي من طريف وتم تخصيصه كمركز لطب الأسنان التخصصي، إلا أن عددا من أهالي طريف يشكو ضيق الغرف المخصصة للعيادات، لافتين إلى سوء اختيار الموقع، كما اقترح بعضهم نقل المركز إلى مستشفى طريف العام الذي يقع وسط المدينة ويسهل الوصول إليه كما أنه يتمتع بكبر المساحات، كما لوحظ أن سقف الدور الثاني مصنوع من الحديد دون تسليح بالخرسانة رغم صغر المساحة. يقول محمد الأشجعي: راجعت مركز طب الأسنان وعندما خلعت ضرسي بقي جذر يستلزم تدخلا جراحيا، وفوجئت بعدم وجود طبيب جراحة فم وفكين بالمركز المجهز بأحدث الوسائل، ونما إلى علمي أنه سيتم مخاطبة مركز الاسنان بعرعر للحصول على موعد، ولبعد المسافة بين طريف وعرعر قررت السفر إلى خارج المملكة لاستكمال علاجي. وأوضح منصور الرويلي أنه يراجع بأطفاله مركز الأسنان بشكل دائم، مناشدا الشؤون الصحية في عرعر بتوفير طبيب أسنان في مراكز الرعاية الصحية الأولية لتخفيف الضغط على مركز الأسنان ولوجود عيادات أسنان متكاملة في جميع مراكز الرعاية الصحية الاولية. ويشير فايز قاسم أن الراغبين في التقويم يضطرون للسفر إلى المدن المجاورة، بسبب افتقاد أخصائي تقويم أسنان بالمركز، لافتا إلى أن الشؤون الصحية عادة ما تتعذر بندرة التخصصات، مبديا اندهاشه من ندرة تخصص تقويم الأسنان، رغم سهولة التعاقد مع أطباء من الخارج في هذا المجال. ويعترض حمد بن عايد العقيلي على الموقع الحالي للمركز حيث يقع وسط حي مكتظ بالسكان، مضيفا: علمنا أن الشؤون الصحية تعيد بناء مركز الكلى القديم ليستوعب مركز طب الأسنان، رغم أن المعروف عنه أنه مبنى ضيق جدا، ويستغرب اختيار هذا الموقع القديم وصرف ملايين الريالات، فيما يرى أن إنشاء مركز حديث يواكب التطور الذي يشهده القطاع الصحي بالمملكة هو المطلب الأهم لأهالي طريف. من جهته أوضح ل «عكاظ» المتحدث الرسمي للمديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الحدود الشمالية فهد بن دعفق الشمري أن مستوصف الأسنان بمحافظة طريف بدون هيكلة وظيفية، وإنما يتم تشغيله بالاعتماد على ملاكات مستشفى طريف الذي يفتقد إلى تخصص جراحة الفم والفكين. لافتا إلى أن المبنى مازال في طور التنفيذ ويخضع لتعديلات عديدة لتواكب الهدف المنشود. ندرة التخصص يؤكد المواطنون أن الراغبين في عمل تقويم للأسنان يضطرون للسفر إلى المدن المجاورة، بسبب افتقاد أخصائي تقويم في مركز طب الأسنان، لافتين إلى أن الشؤون الصحية عادة بندرة التخصصات، رغم سهولة التعاقد مع أطباء من الخارج في هذا المجال.