تشهد جبال منطقة جازان منذ 3 أيام، عمليات كر وفر بين القوى الأمنية المشكلة من "المجاهدين" والشرطة والجوازات وبين المجهولين الأفارقة الذين اتخذوا من تلك الأماكن الوعرة ملاذا ومخابئ ينطلقون منها إلى المدينة حيث يثيرون قلق سكانها. إلا أن الحال اختلفت في اليومين الأخيرين حينما بدأت القوات الأمنية عملية "تطهير" واسعة، وانتشر عشرات الجنود في الجبل وراحوا يلقون القبض عليهم في حين يتمكن بعضهم من الفرار. وظاهرة انتشار المجهولين الأفارقة على نطاق واسع في المنطقة الجنوبية خصوصاً في القطاع الحدودي الجبلي منها, أقلقت السكان مما استدعى تحركاً من الجهات المختصة وتشكيل لجنة عليا أعلن عنها المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، تضم كل القطاعات زارت المنطقة قبل أيام واجتمعت مع المسؤولين فيها وكذلك مع القوى الأمنية وزودتها بخطة للقضاء على مشكلة تدفق المجهولين لا سيما من الجنسية الإثيوبية التي ظهرت لدى بعضها مخططات في تهريب أسلحة وممنوعات وتوزيع حشيش وحبوب وصناعة أنواع المسكرات, وسطو على منازل وسرقات. إلا أن أجواء من الطمأنينة سادت وسط المواطنين في ظل مواصلة الجهات الأمنية حملاتها المستمرة والتي أطاحت بالعشرات وبتعاون مع المواطنين وشباب المنطقة. القطاع الجبلي ويتركز وجود المجهولين في القطاع الجبلي بمنطقة جازان، من جبال فيفاء إلى بني مالك والحشر وهروب والصهاليل ومنجد والعيدابي وبلغازي والعبادل وقيس وغيرها من الجبال المجاورة. والمواطنون في تلك الجبال يزداد تخوفهم يوماً بعد يوم, من تزايد انتشار المجهولين. ويقول المواطن سليمان صبحان الفيفي "إنهم أصبحوا يشكلون خطرا كبيرا على المنطقة مقارنة بالسنوات الماضية، خصوصاً أنهم يتمركزون في مناطق ذات مواقع استراتيجية لمشاهدة أكبر عدد من الجهات وفي أماكن وعرة ومرتفعة يصعب الوصول إليها, فيما يختفي بعضهم في بطون الأودية". وفيما طالب المواطن بندر يحيى الفيفي بأن "يتم تمركز الأمن في المواقع التي تم تطهيرها من المتسللين لئلا تكون عودتهم سريعه لنفس المواقع التي كانوا يسكنون فيها"، أشار المواطن فهد علي المالكي إلى أن المناطق الجبلية في بني مالك هي المعبر الآمن لهم وتحديدا جبال الحشر والعزة وآل سعيد". وقال: إنهم يظهرون في عصابات ومجموعات ويديرهم شخص كبير يتواصل معهم عبر الاتصال ويزاولون جميع المخالفات من تهريب للأسلحة إلى الحشيش وغيرها". تقنيات حديثة ولاحظ أحمد يحيى الدفري أن "مجموعة كبيرة من المجهولين يمتنعون عن العمل ويلبسون أحسن الملابس ويتواصلون بالتقنية الحديثة ويتعاملون بالاتصال والإنترنت ويحملون كاميرات وأجهزة كمبيوتر وآيباد ويتابعون بشكل مستمر أي تحركات أو تصريحات للمسؤولين سواء من حملات أمنية أو من مقبوضات وما شابه ذلك"، في حين سجّل قاسم الغزواني أنهم "يأخذون الحرية التامة في بعض المواقع ويتجولون ليلا ونهارا دون حسيب أو رقيب". وقال: "أحياناً كان يقبض عليهم، لكن بعد أسبوع نفاجأ بعودتهم في ظروف غامضة". دور المواطن وذكر عبدالله المشنوي أن عددا كبيرا من المحلات التجارية في فيفاء بدأت تمتنع عن البيع والتعامل مع هؤلاء المجهولين وعدم بيعهم مواد غذائية وبطاقات شحن للجوال وملابس, إلا أنه في الوقت نفسه لا يزال هناك كثير من هذه المحال يفتح مصراعيه لهؤلاء الأفارقة يتجولون ويأخذون الأريحية في الشراء ومضايقة الناس في كل مكان. مراكز الشرط وفيما طالب عدد كبير من المشايخ والمثقفين بالمنطقة، بزيادة أعداد مراكز الشرطة وعدد أفرادها, وقالوا إن مركزا واحدا لا يكفي في مناطق شاسعة وكبيرة مثل محافظة فيفاء والداير وهروب ومركز الحشر وجبل سلا وجبل قيس وغيرها، ودعا محافظ فيفاء عليوي العنزي المواطنين إلى التعاون مع الجهات الأمنية وعدم التستر على المجهولين وإيوائهم. وأشاد ب"جهود رجال الأمن للقبض على المجهولين والحد من تواجدهم". وحثهم على "تكثيف هذه الحملات الأمنية"، مقدما الشكر إلى "شباب فيفاء والمتعاونين منهم الذين ساندوا رجال الأمن في الحملات الأمنية والقبض على الإثيوبيين وما بذلوه وأبدوه من تعاون". نتائج أولية وأوضح الناطق الإعلامي ل"المجاهدين" بجازان خالد القزيز، أن دوريات من الجهات الأمنية في محافظات فيفاء وهروب والعيدابي تمكنت خلال اليومين الماضيين من القبض على أكثر من 100 إثيوبي, في حملات ميدانية متفرقة كان أقواها مساء الأربعاء التي نفذتها الفرقة الرابعة ل"المجاهدين" في العيدابي وهروب وجبال فيفاء حيث داهمت خلالها أوكار المجهولين في المناطق الوعرة وبين الصخور والأودية, والتي تمكنت من خلالها من القبض على 58 إثيوبياً، ومقتل شخص وإصابة خمسة منهم بعد مقاومتهم بإحدى الأوكار الخاصة بهم بمحافظة هروب وإصابة أحد أفراد المجاهدين، نقل على إثرها إلى مستشفى صبيا العام. وأشار إلى أنه ضبط بحوزة المتسللين الإثيوبيين 546 كيلوجرام حشيش و13419 طنا من المسكرات. من جانبه، قلل مساعد مدير شرطة جازان للتخطيط والتطوير والمتحدث الإعلامي العقيد عوض بن عبدالله القحطاني، من أهمية ما تداوله مواطنون في منطقة جازان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عن وجود عصابات مسلحة من الأفارقة وعمليات سطو على المنازل واعتداءات على المواطنين. وقال: أؤكد أن ما تم تداوله غير صيح وأنها إشاعات مغرضة هدفها نشر الخوف بين الأهالي، وأنا مطلع على الوضع بالكامل"، مشدداً على أن "الحملات الأمنية مستمرة". وأعلن أنه تم القبض خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام على 4 الآف و37 شخصا من نفس الفئة، وستكثف الحملات الأمنية خلال الأشهر المقبلة إلى أن يتم إبعادهم إلى بلادهم، وذلك بناءً على الأوامر والتوجيهات المباشرة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة جازان ومعالي مدير الأمن العام ومتابعة سعادة مدير شرطة منطقة جازان". مجموعة من المتسللين قبض عليهم عنصران من "المجاهدين" بجازان يمسكان بمتسلل في أحد الأودية أفريقيان يستخدمان الحاسب الآلي شباب يسهمون في ضبط المخالفين بالتعاون مع رجال الأمن مجموعة من المخالفين تم القبض عليهم أثناء الحملة ( جميع التعليقات على المقالات والأخبار والردود المطروحة لا تعبر عن رأي ( صحيفة الداير الإلكترونية | داير) بل تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولإدارة الصحيفة حذف أو تعديل أي تعليق مخالف)