يعتبر ملعب التعليم في المدينةالمنورة، أحد أبرز رموز تاريخ الحركة الرياضية في المنطقة، حيث كان يحتضن مباريات الدوري الممتاز لكرة القدم، إضافة إلى بعض الألعاب الأخرى، فتاريخه يعود إلى أكثر من 60 عاما وشهد على الكثير من الأحداث الرياضية والأنشطة والبرامج والحفلات، ورغم طول السنين ظل الملعب صامدا في وجه المتغيرات لفترات طويلة. ولكن اليوم من ينظر إلى حال هذا الملعب، يجد أنه أصبح هرما مهملا تكسوه الحفر لا بل تحول بعض أجزائه إلى مستنقع ومكب للنفايات، رغم محاولات المسؤولين في ادارة التربية والتعليم في المدينةالمنورة لزراعته وتنفيذ بعض الإصلاحات، لكن هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح في ظل المتطلبات الخاصة للصيانة من توفير مكائن الري والسقيا للملعب. ولا شك أن واقعه الآن يجعل الكثيرين يتحسرون على ملعب كان شاهدا على تاريخ حركة الرياضة في المنطقة، ولا يستطيع استضافة حتى مباريات فرق الأحياء والحواري. «عكاظ» التقت عددا من معلمي التربية البدنية السابقين والحاليين الذين عاصروا تاريخ الملعب، وسألتهم عن ما آل إليه الملعب فقال علي فودة معلم التربية البدنية الذي تقاعد مؤخرا إن ملعب التعليم يعد من أقدم الملاعب في المملكة، وكان أسوة بملعب الصائغ في الرياض وساحة إسلام في مكة، ينثر تاريخ الحركة الرياضة في المملكة. وأضاف أنه زار الملعب مؤخرا فوجده في وضع صعب جدا، فهو مهمل ولم يعد يصلح حتى لاستقبال أصغر المباريات. وقال: كنا ننتظر من وزارة التربية اعتماد إنشاء مجمع رياضي على الملعب، خصوصا أن مساحته تساعد على ذلك، إضافة إلى أنه يتميز بموقعه وسط المدينة، ولكن للأسف لم نر أي شيء حتى الآن، مشيرا إلى أن التعليم لديه مجمعات رياضية في معظم مناطق المملكة، حيث تنفذ البرامج الداخلية والخارجية للأنشطة الرياضية عليها، لكن في المدينةالمنورة يختلف الوضع حيث معظم الأنشطة والمباريات بين المدارس تنفذ على ملاعب المدارس. من جانبه قال معلم التربية البدنية عبدالحميد السكيا إن ملعب التعليم يمثل رمز بداية الحركة الرياضة في المنطقة، حيث كانت رعاية الشباب تستضيف أنشطتها وبرامجها على أرضه وكان تابعا لوزارة المعارف في تلك الفترة، لكن الآن تغيرت الظروف وانقلبت الأدوار، وأصبح التعليم يبحث عن إقامة البرامج والأنشطة الخاصة به على ملاعب رعاية الشباب. وأضاف: انتظرنا فترة طويلة لإنشاء مجمع رياضي مدرسي يتبع وزارة التربية والتعليم لتنفيذ البرامج والأنشطة الخاصة بالرياضة المدرسية، ولكن لم يتحقق أي شيء حتى الآن. وأشار إلى أن إدارة تعليم المنطقة بذلت جهدا كبيرا لمحاولة ترميم الملعب لكن لم تنجح هذه الجهود نظرا لما تتطلبه عمليات الصيانة والترميم من متابعة واهتمام. وقال: أتمنى من الوزارة المحافظة على تاريخ الحركة الرياضية في المدينة من خلال إنشاء المجمع على الملعب، الذي سيمثل نقلة نوعية للرياضة المدرسية في المنطقة، وأشار إلى أن الملعلب كان ولفترة قريبة يستضيف أنشطة وبرامج الأندية الصيفية، حيث كان الإقبال كبيرا من الطلاب على المشاركة في هذه البرامج لوجود الملعب في وسط حي النصر الذي يعد أحد أكبر أحياء المدينةالمنورة. ترسية قريبة أوضح مدير إدارة الإعلام التربوي في تعليم المدينةالمنورة عمر طاهر البرناوي ل«عكاظ» أن مدير التربية والتعليم ناصر بن عبدالله العبدالكريم يولي اهتماما شخصيا بالملعب الذي سبق أن زاره واطلع على كل الاحتياجات لإعادة توهج الملعب من خلال ترسية المشروع قريبا على إحدى الشركات لإنشاء ملعب كرة قدم وتوفير كل المتطلبات فيه.