في الوقت الذي يرى فيه بعض أولياء الأمور، أن غياب اليوم الأول من الدراسة يعود لأسباب متجددة مع كل إجازة مدرسية سواء بعذر التواجد خارج مكان اقامتهم، أو نتيجة ارهاق السهر أثناء الإجازة، يرى المعلمون أن معظم الآباء يتحملون وزر عدم انضباطية وانتظام أبنائهم، بل ذهب البعض منهم إلى اتهام أولياء الأمور بالتشجيع والمساعدة على تفشي ظاهرة اللا مبالاة وتكريسها لدى أبنائهم منذ الصغر. في البداية أكدت عبير مطر مديرة مدارس براعم الوطن، أن غياب الوعي لدى بعض أولياء الأمور وتسهيل فكرة الغياب والمساعدة عليها يولد اللا مبالاة لدى الابناء مع كل اجازة ، مشيرة الى دور الأسرة الكبير في تنمية الالتزام والانضباط لدى أبنائهم منذ الصغر حتى لا يتأثر المجتمع بجيل غير مبال مع مرور السنوات. وفي المقابل، اتهم خالد العمري (ولي أمر) بعض المعلمين بتشجيع الطلاب على الغياب في آخر أيام الدراسة قبل الاجازة، مما يولد انطباعا لدى الطالب بأن الغياب في أول أيام الدراسة من الأمور العادية، وقال «غياب دور بعض المعلمين في ترسيخ أهمية التواجد في أول أيام الدراسة يزيد من خمول الطلاب». من جهته، أرجع عبد العزيز صالح (ولي أمر) تغييب أبنائه في اليوم الاول لتوقعه غيابا كثيفا وعدم مبالاة بعض المعلمين بتدريس الحصص المقررة في هذا اليوم. واقر ولي الأمر أحمد الرحيلي، بأن غياب الطلاب يكون غالبا نتيجة الازدحام الشديد في الحجوزات، خصوصا لمن يقضي الاجازة خارج المملكة، وقال «يضطر أبنائي في بعض الأحيان للتغيب لهذا السبب لتأخرهم في العودة للوطن، لذلك تجدني أحرص على تواجدهم في الوقت المحدد ان لم يكن هناك عائق كبيرا». ودعا أحمد فتحي، الى ضرورة زرع الالتزام والانضباط في نفوس الأبناء حتى لا يؤثر ذلك مستقبلا على حياتهم العملية، مؤكدا أنه لم يسبق له أن تغيب أبناؤه بعذر أو بدون عذر، وأن الالتزام هو الالتزام دون ذكر أي مبررات مخجلة ووهمية. إلى ذلك، حمل المعلم محمد كمال، الآباء مسؤولية غياب الطلاب نافياً صحة اهمال المعلمين في تطبيق اليوم الدراسي بكامل حصصه، وقال «من غير الطبيعي ان يعطي المعلم درسا لفصل ليس به طلاب»، مشدداً على ضرورة التزام الجميع بجدول الدراسة المقرر من الوزارة منذ عدة سنوات دون التعلل بمبررات واهية.