هناك زوايا مخفية عن الأنظار في عنيزة لا تراها إلا العين اليقظة والمسؤولة، أوكار ومخابئ ومنازل هجرها أهلها وتركوها للغرباء كي يعيثوا فيها فسادا وإخلالا بالأمن أو على أقل تقدير مأوى لمجهولي الهوية الهاربين من عيون الأمن. يقول الشاب سعد الغنيم انه كان يمر يوميا بعدد من المواقع المهجورة المخيفة ويرى بعض الوافدين يترددون على هذه الأمكنة ما أثار فضوله فلم يتردد في إبلاغ أجهزة الأمن بشكوكه ومشاهداته. مهجورة بعدادات ويضيف أنه لاحظ أن الغرباء فارقوا تلك البيوت المهجورة بعد البلاغ مباشرة. وأن مثل هذه المواقع المثيرة للشبهة يجب معالجة وضعها درءا للجرائم التي تسيء للمجتمع وتعمل على نشر الفساد والسلوكيات المشينة.. المواطن سعود الفرحان ذكر أن المواقع المهجورة تظل عبئا على خدمات البلد وتستغل استغلالا سيئا فبعض المواقع تتوفر فيها خدمات الكهرباء والمياه، حيث يلحظ المارة وجود العدادات الكهربائية المنسية ويرى ان الأسلم هو قطع التيار الكهربائي عنها لحين مراجعة أصحابها الجهات المختصة والوصول معهم إلى حل جذري، كما يقترح أن يتم وضع سور أو جدار على هذه المهجورات حتى يظهر أصحابها. نوازع الشيطان صالح المخلف أخصائي اجتماعي في مركز الإرشاد الأسري بمحافظة عنيزة أوضح ل«عكاظ» أن الجرائم تجد مكانها وبيئتها المناسبة وفي الأمكنة البعيدة عن الأنظار فتكون البيوت الخربة والمهجورة أوكارا لفعل الفواحش وجمع المسروقات ولعل الجميع يذكرون قصة الوافد الذي ظل يقفز من منزل إلى منزل ويسرق محتوياتها في حي البابية وهو حي قديم. وأمضى اللص الوافد شهرا كاملا يعبث بمنازل الناس حتى تمكنت أجهزة الأمن من متابعته وقبضت عليه في غرفة طينية في بقايا منزل متهدم كان يخفي فيه مسروقاته. فالنوازع الشيطانية لا تتورع عن استغلال المواقع البعيدة عن الأنظار. ويضيف المخلف أن النفس البشرية جبلت على التستر وراء الأماكن التي تبعد عن أعين الرقباء حتى لو كانت خربة مهجورة لأنها تضيع معالم الجريمة ولكن يقظة رجال الأمن لهم بالمرصاد.