ما إن اقتربت إجازة منتصف العام الدراسي (الربيع) من الانتهاء، حتى تحرك المتنزهون والسياح عائدين إلى مساكنهم، استعدادا لفترة جديدة من الدراسة، بعد أن استمتعوا بمصائف المملكة، ومنهم من فضل أن يقضيها في الحرمين الشريفين. وبينما خف التدفق على المرافق السياحية مثل الفنادق والشقق المفروشة والمتنزهات، شهدت الطرق والخطوط السريعة كثافة من العابرين خصوصا التي تربط بين المدن الحيوية والمهمة. وأكد سالم الأحمدي، الذي كان يحزم حقائبه أمام أحد الفنادق في الطائف عائدا إلى منزله في جدة، أنهم استمتعوا بقضاء فترة الإجازة في مدينة الورد مع أسرته، مشيدا بالأجواء الآسرة التي تتمتع بها الطائف حاليا، ويفتقدونها في جدة. ورأى أن الفعاليات في المصيف الأول في المملكة لم تكن بمستوى تطلعات السياح، مشيرا إلى أنه كان من الأجدى تنظيم العديد من الأنشطة والبرامج لاستقطاب المتنزهين، بيد أنه أشاد بالفعاليات التي نظمت في الفترة السابقة وطالب بتطويرها مستقبلا. إلى ذلك، أفاد إبراهيم السعيدي أنه قضى أوقاتا ممتعة في المسجد النبوي مع أسرته، مستغلا إجازة منتصف السنة الدراسية في زيارة المدينةالمنورة، والتجول في أرجائها. وبين أنه فضل زيارة طيبة الطيبة خلال إجازة الربيع على البقاء في منزله في تبوك، ملمحا إلى أن الأجواء بين المنطقتين متقاربة، وتميل إلى البرودة، ما جعلهم لا يجدون أي فرق بينهما. بدوره، أوضح عبدالله الغامدي أنه عاش مع أسرته خلال الإجازة أجواء جميلة في الباحة، حيث الأمطار والضباب والبرد، لافتا إلى أنه حرص على زيارة بلجرشي والمندق وبني حسن والعقيق والقرى. في حين، اقترح سعيد الشمراني وضع جلسات مغلقة في بعض الغابات للاستفادة منها في موسم الشتاء والأجواء الباردة؛ لتقي المتنزهين من البرد والأمطار. من جهته، أوضح مصطفى أحمد من الجالية العربية أنه قدم مع أسرته من الرياض للاستمتاع بالأجواء الجميلة في الطائف، مشيرا إلى أن ما لفت نظرهم التطور الملحوظ على مداخل الطائف وتوسيع شوارعها، مؤكدا أنه سيعود لزيارتها مستقبلا. واتفق محمد الشهري وسعود عسيري وغانم إبراهيم على الأجواء الآسرة التي تتمتع بها مدينة أبها، مشيرين إلى أن الضباب والأمطار وصوت البرق دفعتهم للخروج مع أسرهم للتنزه في الغابات الخضراء والمسكوة بالبياض من السحاب. وأكد علي القحطاني أن الأجواء الجميلة التي تمتع بها منطقة عسير جذبت المتنزهين حتى من دول الخليج، فضلا عن تمتعها بمتنزهات جذابة مثل الفرعاء ودلغان ومتنزه الأمير سلطان والمسقي ومتنزه الجرة والحبلة. وفي السياق ذاته، قال رئيس اللجنة السياحية بغرفة الشرقية عبد الله القحطاني ل «عكاظ» إن عامل تحسن درجات الحرارة في المنطقة، مع دخول فصل الربيع يشكل عنصرا حيويا في وصول نسبة الاشغال للطاقة شبه الكاملة، مبينا أن الكثير من الأسر بدأت عملية الحجز مبكرا لضمان الحصول على الموقع المناسب، لاسيما أن أغلب العوائل تقصد الشرقية للاستمتاع بالإجازة بالقرب من الشواطئ ومياه البحر، مشيرا إلى أن قطاع الإيواء بالمنطقة الشرقية أخذ في الاستعداد المبكر للموسم القصير من خلال تجهيز المواقع استعداد لاستقبال السياح. وأشار أن الأسعار في المواسم ترتفع بنسبة 50 % باعتباره من أحد المواسم السياحية، حيث تبدأ الفنادق والشقق المفروشة برفع السعر مع بدء الإجازة الرسمية لتنتهي مع انتهاء الإجازة، موضحا أن قطاع الإيواء يشهد في الأيام الاعتيادية ركودا كبيرا، الأمر الذي يفسر المنافسة القوية بين المستثمرين، معتبرا مواسم الإجازات فرصة سانحة للقطاع لتعويض جزء من الخسائر التي يتكبدها جراء المنافسة بينها طيلة أيام العام.