استنكر الشيخ محمد الجيراني رئيس محكمة المواريث والأنكحة سابقا وأحد مفكري القطيف، أن هناك ثمة من باعوا دينهم ووطنيتهم وأصبحوا رهنا لقوى استخباراتية خارجية هدفها إشاعة الفوضى وزعزعة الأمن. ودعا كافة المثقفين والمفكرين والدعاة الوقوف مع هذا الوطن والتعزيز من وحدة الصف وعدم الإثارة التي تفتح ذريعة للإساءة وتفريق الطيف الأسري الكبير الذي يجتمع تحت لواء الله ثم حكومة عادلة حفظها الله. وأعد الشيخ الجيراني التجسس من المحرمات، مؤكدا أن الدفاع عن الوطن واجب بل ومن أقدس المقدسات، مشيرا إلى أن من بلغ هذه المرحلة في التجسس والاختراق لوطنه فقد هزمته تلك الإغراءات الكاذبة والوعود المزيفة المغشوشة. وقال «الوطن ينتظر منا الكثير، وأن أهل منطقة القطيف عاشوا وترعرعوا على حب أرضهم ولا مزايدة على وطنيتنا، وباسمي واسم كل مخلص للوطن ارفع أسمى الولاء والمحبة للوطن ولولاة الأمر في دولة القرآن، ودولة الرسول والصحابة الكرام، ونحن إذ نعاهد القيادة الرشيدة بالولاء والمحبة وهذا أقل من الواجب، أدعو إخواني المواطنين من خطباء وعلماء ووجهاء وعامة المواطنين بالقيام بواجبهم من الإرشاد والتوجيه لما هو في مصلحة الوطن وهذا ما تقتضيه المصلحة العامة». وبالسؤال عن مساحة الوعي الذي يجب أن يكون حاضرا للحفاظ على الوطن، قال يكون ذلك بأكثر من طريقة؛ أولاها الوازع الديني الذي هو أساس كل شيء والمحافظة على الأحكام الشرعية التي قررت المحافظة على أرواح البشر وحب الوطن الذي يعتبر غريزة عند الإنسان والدفاع عنه واجب ومن أقدس المقدسات. ترسيخ الوحدة الوطنية وعن آلية تحويل مفهوم الوحدة الوطنية إلى ترسيخ يؤكد دعائمها قال «نحن دوما نؤكد على الوحدة الوطنية الجامعة وأن انتماء الطائفة الشيعية إلى بلدها بما لا يستطيع أحد أن يزايد عليهم في تلك الوحدة الوطنية، وفي هذا الانتماء الخالص والنقي إلى مشروع الدولة والإيمان بها، ودلالة ذلك تبدأ بالتأكيد على الوطنية والوحدة والتأكيد على الانتماء النقي والصادق والخالص للدولة، والبراءة لله من كل من قال بغير هذا القول أو خرج عن هذا المعنى». تشكيل جماعات الإرهاب من جانبه، أشار الكاتب فضل بن سعد البوعينين إلى أن تجنيد العناصر البشرية، وتشكيل جماعات الإرهاب يحتاج إلى أموال طائلة، وموازنات ضخمة وجهود استخباراتية كفؤة، وإنفاق مستمر، إضافة إلى ما تحتاجه الخطط الإستراتيجية المكملة من أموال لإحداث التغيير الإستراتيجي على أرض الواقع، وشراء الذمم، وحشد المؤيدين، وقال «هناك فارق بين العمليات الإرهابية الميدانية الأحادية، والعمليات الإستراتيجية الاستخباراتية الدائمة، التي يهدف من خلالها إلى إحداث تغيير إستراتيجي بعيد المدى يمهد طرق السيطرة والإدارة من داخل الدول المستهدفة، كما حدث من سيطرة إيرانية في العراق ولبنان». مخططات للسيطرة الكلية وأكد بأن إيران تسعى جاهدة لاستنساخ مخططها الإستراتيجي في لبنان للوصول إلى هدف السيطرة الكلية، وتحقيق التبعية الشاملة للدولة الصفوية المارقة، وفق مخطط شامل تنخرط فيه دول أخرى، تظهر لإيران العداء، وتبطن لها الوفاء والدعم، وهي بذلك تعتمد على الدعم الاقتصادي كأداة من أدوات تغلغلها السياسي والجانب العقدي كوسيلة لحصولها على أموال التابعين، ولتوثيق التبعية الطائفية لتحقيق أهدافها السلطوية والسياسية. وأشار إلى أن مخطط إيران أكبر من العمليات الإرهابية العابرة، فجهدها الأكبر يظهر في المجتمع المدني، ومضيها في السيطرة على مفاصله الاقتصادية، السياسية، الأمنية، والاجتماعية من خلال المال، والترهيب والترغيب، وقبل كل ذلك باستغلال الجانب العقدي الذي يعتبر الميثاق الأكبر الذي تخضع بموجبه الجماعات الموالية لأوامر ونواهي الولي الفقيه في إيران.