شهدت العاصمة المقدسة خلال الأيام الماضية توافد أعداد كبيرة من المعتمرين والزوار الذين قدموا من مختلف المناطق والمحافظات لأداء مناسك العمرة وقضاء عطلة منتصف الفصل الدراسي الثاني بجوار بيت الله الحرام. وقد ازدحم المسجد الحرام يوم أمس الأول بالمعتمرين حيث امتلأ الدوران الأول والثاني والأروقة وتم فتح أسطح الحرم الشريف لاستيعاب الأعداد المتزايدة، فيما امتلأت الساحات بالمصلين خاصة الساحتين الجنوبية والغربية، في الوقت الذي دخلت فيه توسعة المطاف مراحل متقدمة حيث ضاعفت الشركة المنفذه للمشروع أعداد العمال في سباق مع الزمن للوفاء بإنجاز المرحلة الأولى في الموعد المحدد. وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، أن الرئاسة أعدت خطة خاصة منذ بداية موسم العمرة تستمر حتى شهر شعبان المقبل لتوفير أفضل الخدمات للمعتمرين والزوار وتمكينهم من أداء شعائرهم بكل يسر وسهولة. وأوضح أن مشروع خادم الحرمين لتوسعة المطاف والذي دخل الشهر الخامس، يسير وفق الجدول الزمني المقرر له دون أي تعثر أو توقف، وقال «بعد مرور الأسبوع الخامس عشر على تدشين العمل في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع تسارعت الوتيرة وتمت مضاعفة عدد العمال لضمان الوفاء بإنجازه وفقا للجدول الزمني المحدد، والاستفادة من هذه المرحلة قبل شهر رمضان المبارك». وأكد د. السديس الالتزام بأعلى معايير الأمن وأدق نظم السلامة، والحرص على سلامة القاصدين، مع ضرورة المحافظة على نظافة المطاف، وصيانته من الأتربة والغبار، ومحاولة إنجاز المشروع في المدة التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. وقال «رغم الاعمال الإنشائية والفنية وضخامة المشروع ومسارعة الزمن، إلا أن ذلك لم يؤثر على أداء المعتمرين نسكهم، من الطواف والسعي والصلاة بكل طمأنينة ويسر، والتسهيل على مرتادي البيت الحرام، وكان هناك حرص على عدم مضايقة الزوار والطائفين، فيما تم تخصيص مسارات خاصة في الطواف لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمعوقين ليطوفوا بكل يسر وسهولة واطمئنان». من جانبه أوضح قائد أمن الحرم المكي الشريف العميد يحيي بن مساعد الزهراني أن المصلين والمعتمرين أدوا صلاة الجمعة يوم أمس الأول بيسر وسهولة ولم تؤثر عليهم أعمال توسعة المطاف. وقال «لوحظ خلال اليومين الماضيين كثافة بشرية عالية وامتلاء الحرم، وأخذت الاحتياطات اللازمة من أجل توفير أقصى درجات الراحة للمعتمرين والمصلين، وساندت قوات الطوارئ وقوات أمن الحج والعمرة، قوة أمن الحرم المكي الشريف، وذلك في إطار خطة أمنية محكمة لتسهيل حركة المصلين والمعتمرين. وأضاف العميد الزهراني «تمت عملية فرز المصلين قبل الصلاة بما يقارب الساعة وإبعادهم عن صحن المطاف وإتاحة الفرصة أمام المعتمرين بهدف تخفيف الزحام، بينما حول المصلون إلى الدورين الأول والثاني والأروقة والطوابق العلوية والأسطح. وطالب العميد الزهراني المصلين ومرتادي المسجد الحرام بإتاحة الفرصة للمعتمرين والابتعاد عن مواقع العمل، مؤكدا أن مرتادي المسجد الحرام ينعمون بكل عناية وسط تنظيم لحركة ودخول المصلين والمعتمرين.