احتضنت محافظة جدة مؤخرا تجمعا نخبويا ضم أكثر من خمسة عشر متخصصا وباحثا في مجال تحلية المياه المالحة، يمثلون أشهر مراكز تحلية المياه البحثية في العالم، وشاركوا بخبراتهم ورشة العمل التي نظمتها لجنة الأبحاث والتطوير التابعة لمنظمة تحلية المياه الدولية IDA تحت عنوان «الأبحاث والتطوير ودورها في خدمة العالم في مجال تحلية المياه» بالتعاون مع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، وجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، في خطوة تنساق والنظرة الثاقبة لها تجاه مستقبل العمل في هذا المجال بالاستفادة من الخبرات القيمة التي يحملها الباحثون والمتخصصون، يتقدمهم معالي الدكتور عبد الرحمن بن محمد آل إبراهيم محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الذي حل بصفته متحدثا رئيسا للورشة، وأجمع الخبراء على أهمية رفع مستوى الدعم والإنفاق المادي على أبحاث تحلية المياه، وتقديم الدعم الفني لها على نحو يذلل كل من شأنه تعطيلها انطلاقا من القيمة التي تحملها مخرجاتها للتقدم العلمي الذي يحقق المصلحة للبشرية على كوكبنا الأرضي وجاءت الورشة بحسب ما ذكره نائب محافظ التحلية للتخطيط والتطوير، وعضو مجلس إدارة منظمة التحلية الدولية، رئيس لجنة الأبحاث والتطوير في المنظمة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز آل الشيخ امتدادا للدور الكبير الذي تقوم به المملكة في مجال تحلية المياه عالميا لاسيما وأنها بوابة العالم في هذه الصناعة لتلعب دورا محوريا مهما في دعم البحوث والتطوير لخدمة العالم في تطوير هذه الصناعة. جدة المستقبل استهل الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم نقاشات الورشة متناولا في كلمته جملة من المحاور ذات الصلة، قائلا «نشأت صناعة التحلية في العالم التي انبثقت من جدة لتكون البوابة التي خدمت العالم أجمع في هذه الصناعة، إضافة إلى الدور الذي لعبه أبناء مؤسسة التحلية في تطوير هذه الصناعة، والانتقال بها من إنتاج 300 م3 إلى أكثر من 3 ملايين م3 في اليوم». وتناول في كلمته تطلعات المؤسسة في هذه الصناعة، ودعمها اللامحدود للبحوث والتطوير إيمانا منها بأهمية ذلك في أي قطاع يسعى إلى التميز والريادة، مشيرا إلى أنه دعا نخبة من علماء صناعة تحلية المياه حول العالم للمشاركة في خدمة العالم في مجال المياه لاسيما أنه العنصر الوحيد الذي يجتمع العالم عليه، ويعزز مبدأ التعاون والتآخي والرحمة بين الجميع فضلا عن أنه جزء أصيل من تركيبتنا الإسلامية . وتخللت الورشة مجموعة من الأطروحات العلمية لعدد من مراكز البحوث العالمية، حفلت بمداخلات قيمة من المختصين المشاركين الذين أثروا النقاش بمزيد من التنوع الفكري، والمزيج المعرفي والتقني الحديث أضفى على البحوث التي قدمت مزيدا من الإسهامات المهمة. أهداف وتطلعات تصنف الورشة على أنها رائدة على مستوى نخبوية المشاركين باعتبارها الأولى من نوعها على مستوى العالم، وجمعت عددا كبيرا ومهما من المختصين والباحثين والخبراء، ويؤكد رئيس لجنة الأبحاث والتطوير في المنظمة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز آل الشيخ على أن مثل هذا العمل يسهم قطعيا في تطوير هذا المجال بشكل نوعي و متسارع، مضيفا أن الثمرة لهذه الورشة ستنضج سريعا لما يملكه المشاركون فيها من تنوع معرفي وتقني وصناعي في مجال تحلية المياه المالحة فضلا عن رغبتهم الجامحة في التعاون البناء لخدمة العالم في هذه الصناعة، وتحقيق الخير للبشرية والطبيعة المائية. وتتلخص أهداف لجنة الأبحاث والتطوير التابعة لمنظمة التحلية الدولية IDA في جملة من الأمور الحيوية، إذ تستهدف زيادة عدد مراكز الأبحاث التابعة للمنظمة؛ حرصا على التنويع والتعددية، فضلا عن الدور المنوط بها في خدمة البحث العلمي في هذا المجال، وبالتالي زيادة عدد المستفيدين من خدمات لجنة الأبحاث والتطوير التابعة لمنظمة تحلية المياه الدولية IDA. فضلا عن رفع مستوى الإنفاق المادي على أبحاث تحلية المياه، إذ يدرك الخبراء قيمة وجود الميزانيات المناسبة لتفادي أية عقبات يمكن أن تنال من دقة العمل وسرعته، إلى جانب تقديم الدعم الفني لجميع الأبحاث وبأحدث التقنيات لزيادة مستوى العملاء عن الخدمات المقدمة من قبل اللجنة، وتحقيق تطلعاتهم الجوهرية والمهمة. إنجازات ونجاح أثمر العمل الدؤوب للجنة الأبحاث والتطوير التابعة لمنظمة التحلية الدولية IDA على امتداد الفترة الماضية عن عدد من الإنجازات التي أسهمت في بلورت الكثير من الأفكار والرؤى ، إذ نجحت في إعداد خطة استراتيجية، وخارطة طريق لأبحاث تحلية المياه حول العالم من شأنها أن تحدث تغييرا جذريا في هذا المجال الحيوي والهام، ونجحت في زيارة أكثر من 12 مركز بحث وجامعة رائدة في مجال تحلية مياه البحر حول العالم خلال الأعوام الثلاثة الماضية للوقوف على أحدث الإنجازات البحثية والتقنية والاستفادة منها. ولم يقف دورها عند هذا الحد، بل عمدت إلى القيام بجملة من المشاريع التي تساهم في التطوير والتغيير، بينها ترجمة كتيب بعنوان ( نظرة عامة عن تحلية المياه )؛ وذلك إلى اللغتين العربية والصينية. ويعد هذا الكتيب من المطبوعات التي تحوي المعلومات الأساسية التي يحتاجها من يريد التعرف على صناعة التحلية، وعملت على إعداد أول ورشة عمل من نوعها تجمع أهم مراكز الأبحاث العالمية المهتمة بتحلية المياه حضرها عدد كبير من أهم الباحثين في هذا المجال حول العالم، وخرجت من خلالها بجملة من التوصيات .