يتنفس الإنسان العادي ما يعادل ثلاث إسطوانات من الأوكسجين يوميا بتكلفة 22 دولارا للأسطوانة الواحدة أي 66 دولارا امريكيا يوميا (248 ريالا سعوديا) وبمعدل 24 ألف دولار سنويا (90000) ريال سعودي، واذا افترضنا أن متوسط عمر الانسان 70 عاما، فإن قيمة استهلاكه من الأوكسجين تزيد على 1.5 مليون دولار أي أكثر من ستة ملايين ريال سعودي، وكل ذلك هدية مجانية من الله سبحانه وتعالى. وبغض النظر عن لغة الأرقام فإن الأوكسجين يعد من أساسيات الحياة على الأرض للإنسان وكذلك للحيوان والنبات، وهو جزء بسيط من نعم الله سبحانه وتعالى على خلقه.. فكيف يعصى الانسان ربه بعد هذه النعمة التي يتنفس من خلالها. وكما هو معروف علميا، فإن الأوكسجين يعد أهم عناصر بقاء الكائنات على قيد الحياة وخصوصا الإنسان، فقد يستطيع الفرد البقاء دون طعام مدة أسبوعين وبلا ماء لأيام معدودة، ولكن بلا هواء لا يستطيع العيش مدة خمسة دقائق، ومن هنا لاحظ العلماء مدى أهمية الأوكسجين لحياة الإنسان. ويمثل الأوكسجين أكسير الحياة لخلايا الجسم الذي يستنشقه الإنسان لينتقل عبر الدم إلى جميع أنحاء الجسم عبر مضخة القلب، لتأخذ خلايا الجسم منه الأوكسجين وتحوله إلى غاز الكربون وتعيده مرة أخرى عبر الدم إلى الرئتين (عملية الشهيق والزفير). ولاحظ العلماء انه عندما يتعرض الإنسان إلى نقص الأوكسجين لمده قصيرة فإن ذلك يؤدي لتلف خلايا الدماغ (تسمى الخلايا النبيلة التي إذا تعرضت للتلف لا يمكن التعويض عنها) وبالتالي يتضرر الجزء المسؤول عنها لهذه الخلايا فيصاب الإنسان بالشلل أو العمى أو الغيبوبة وغيرها من الحالات المرضية. ومن هنا، نستنتج أن نقص الأوكسجين المستمر يؤدي إلى تلف الخلايا وضمورها في كافة أنحاء الجسم وخاصة في الأعضاء التي تحتاج إلى تروية كبيرة من الأوكسجين، مثل الكبد، الطحال، البنكرياس، الكلى، عضلة القلب والرئتين، لأن من طبيعة الجسم تأمين حاجة الدماغ من الأوكسجين اولا لذلك تتأثر مناطق الجسم الأخرى بنقص الأوكسجين وبالتالي تضمر بعض الخلايا وتموت، وأما البقية فلا تتمكن من ممارسة نشاطها ويتأثر الجسم بالخلل الناتج عن عدم عمل الأجهزة بشكلها الطبيعي، وبالتالي تظهر أمراض السكري وضغط الدم والفشل الكلوي وأمراض القلب والجهاز التنفسي وحتى النشاط والقدرة، فسبحان الله الذي منح البشرية هذه النعمة الكبيرة . * مدير عام إدارة البيئة الأسبق في الأرصاد وحماية البيئة.