الحركة غير المسبوقة التي تشهدها حاليا منطقة نجران وخصوصا في مجال المقاولات، تشكل عامل جذب مهما للشركات بمختلف أحجامها إلى المنطقة للمشاركة في تنفيذ البنية التحتية والمشاريع العملاقة، خصوصا أن منطقة نجران تسابق الزمن لتحقيق التنمية على كل الأصعدة، من تعليمية وصحية وخدمية. إلا أن هذه النهضة يشوبها بعض السلبيات التي يلاحظها زائر المنطقة بسهولة خصوصا أنها تتسبب في تشويه المنظر العام كما أنها تشكل خطرا كبيرا على الأهالي. وقد يكون أبرز هذه السلبيات أرتال المعدات الثقيلة من تراكتورات وحفارات وجرافات وقلابات وغيرها، المتوقفة على جوانب الطرقات في المنطقة مشوهة المنظر العام ومشكلة مخاطر كبيرة على مستخدمي هذه الطرقات خصوصا داخل الأحياء. وعبر الأهالي عن رفضهم لممارسات الشركات مالكة هذه المعدات، مشيرين إلى أنه ما إن ينتهي سائقوها من مهامهم أو ينتظرون دورهم للعمل في أي مشروع، حتى يوقفونها على جوانب الطرقات، خصوصا الطرق السريعة. وأوضحوا أن الكثير من الشركات الكبرى لا تكلف نفسها استئجار مواقع وأراض لإيقاف سياراتها ومعداتها الثقيلة، بل تجدها تتسابق على المساحات الموجودة على جوانب الطرقات لإيقاف تلك المعدات لتحولها إلى ما يشبه المعارض، ضاربة بتعليمات المرور والبلديات عرض الحائط، إضافة إلى أن تنقلها بشكل مستمر دون حملها على سطحات ومرورها على الطرقات يتلف طبقة الأسفلت، فيما تجعل الزيوت التي تتسرب منها مواقع وقوفها أشبه بورش للسيارات أو مواقع لقطع الغيار. وطالب عدد من الأهالي عبر "عكاظ" بعدم وقوف هذه المعدات داخل الأحياء وعلى الطرقات، ودعوا الشركات إلى تحمل مسؤولية معداتها بحيث تستأجر لها أراض ومواقف خاصة بعيدة عن السكان والطرقات والأحياء المأهولة. وأكد عبدالله محمد أن التهاون في تطبيق الأنظمة والتعليمات، وغياب العقوبة يجعل بعض الشركات يستسهل المخالفة، فيعمد عمالها وسائقو معداتها إلى ركن هذه الآليات الضخمة على قارعة الطريق دون أن ينظروا إلى مدى الضرر والخطورة اللتين تسببهما للأهالي والمارة. وأشار إلى أن مسؤولي هذه الشركات يعلم أن هذا التصرف يشكل مخالفة صريحة للأنظمة المرورية، وتشويها للمنظر الحضاري للمنطقة، ولكن غياب المراقبة والعقوبات يشجعهم على المخالفة. أما علي أحمد فقال إن التعدي الصارخ الذي تقوم به شركات المقاولات على الطرقات، يقابله تهاون وعدم متابعة من الجهات ذات العلاقة، مثل المرور والأمانات، مشددا أن على هذه الجهات أن تكثف جولات المراقبة العادية والمباغتة، وأن تغلظ العقوبات والغرامات لكي ترتدع هذه الشركات التي استغلت غياب دور هذه الجهات للإمعان في هذه الفوضى التي تضرب شوارع المنطقة. تشوه المنظر "عكاظ" واجهت مدير العلاقات العامة في أمانة منطقة نجران أحمد آل الحارث، الذي أكد علمهم بالتجاوزات التي تتم من قبل بعض الشركات في إيقاف معداتها على جوانب الطرقات، مشيرا إلى أنها تشوه المنظر وتشكل خطرا على مرتادي الطرقات. وقال إن الأمانة ماضية في اتخاذ التعهدات والإقرارات والغرامات لكل شركة توقف معداتها على قارعة الطريق.