يرى العديد من النقاد أن الدراما السعودية تشهد حالة متزايدة من الإنفاق، فيما يقف سقف جودتها عند حدود منخفضة، رغم ضخ الملايين من الدولارات للنهوض بها، فيما يؤكد العديد من الفنانين أن هذا التعميم يفقد القفزات التي تحققت للدراما السعودية في السنوات الماضية زخمها، والتي أصبحت لها مكانتها في سوق الإنتاج الدرامي العربي. «عكاظ» تحدثت لعدد من الفنانين حول رؤيتهم للمستوى الذي تحقق للدراما السعودية، وهل هناك توازٍ بين ما ينفق وبين ما يقدم من حيث الجودة والمضمون. بداية، يرى المخرج عامر الحمود أن الدراما المحلية ليست دراما صافية 100 %، فالأساسيات التي تعتمد عليها أي دراما لا تتوفر لدينا، فالمعاهد المسرحية غائبة وكتاب السيناريو الحوار مفقودون، ومن هنا فإن الدراما السعودية مهما فعلت، فإنها ستكون مشوهة وغير قادرة على التفرد والتميز. ويضيف الحمود أن هناك العديد من الأعمال السعودية الناجحة ويصرف عليها بشكل جيد، ولكنها ليست منافسة؛ لأننا إذا أردنا أن تكون لنا دراما سعودية، فيجب أن تكون الدراما لدينا متكاملة العناصر والاحتياجات لنقول للمنافسين: نحن هنا. ويرى الفنان حسن عسيري (أكبر المنتجين السعوديين) أن الدراما السعودية قدمت أعمالا حققت حضورا يتجاوز المحلية، فرضت مكانتها في الدراما الخليجية بشكل مميز، وتنتج بشكل رائع. ويضيف العسيري أن العامين الماضيين كانا بمثابة فرصة للدراما السعودية وحضورها الخليجي، فالأحداث التي مرت على سوريا ومصر (التي نتمنى لهما الاستقرار)، أجبرت الفضائيات الخليجية على عرض الأعمال السعودية، فقناة دبي الفضائية ارتأت أن الأفضل لها أن تعتمد على الدراما السعودية في غياب الدراما السورية، فقامت بعرض 3 أعمال سعودية دفعة واحدة، وكثيرة هي الفضائيات التي سارت على هذا النهج، الأمر الذي دفع العديد من المنتجين لتكثيف الأعمال الدرامية السعودية في الماضية، فكان لها الحضور الجيد. وأضاف العسيري أن الارتقاء والمنافسة يحتاجان إلى أن يكون لنا معاهد للفنون، تعبنا ونحن نطالب بهذا، وأعتقد أنه جاء الوقت المناسب ليكون هناك معهد فني يؤهل المواهب السعودية في الفن، والكتابة والنقد وغيرها، ما يثري الأعمال الدرامية السعودية ويجعلها تخرج عن الاجتهادات والخبرات المكتسبة. ومن هنا نصل إلى أن البعد الأكاديمي غير موجود لدى كل الممثلين، فيما أصبحت المناسبات والعلاقات هي من يقدم ممثلا لعمل ما. وينوه حسن عسيري إلى أن من الضروري إيجاد موسم آخر غير شهر رمضان، لتحلق في الدراما السعودية وغير السعودية بأعمال منافسة، إلا أنه من المؤسف أن الفضائيات اعتبرت هذا الشهر هدفا استراتيجيا لطرح الأعمال الدرامية والبحث عن أكبر شريحة من المشاهدين، وبالتالي استقطاب مساحات إعلانية كثيفة تحقق فيها إيرادات مالية عالية. ويرى الفنان محمد بكر أن الدراما السعودية بالرغم من كل شيء لها وضعها في الخارطة الفنية الخليجية، واستطاعت أن تقول للجميع أن الفن في المملكة يحقق نجاحات تلو نجاحات، فأفضل المنتجين لدينا والمخرجين والمواهب السعودية يحتفي بها المشاهد الخليجي والعربي ويعرفها ويستقبلها باحتفاء. ويضيف بكر «صحيح لدينا مشكلة في السيناريو والحوار وبعض الأمور التقنية، ولكن ماذا نفعل، هل نتوقف في ظل عدم وجود معاهد تقدم العمق اللوجستي للدراما السعودية، أم نعتمد على الخارج، أتصور أن علينا أن نمضي حتى تحل هذه الأمور». ويستطرد بكر «هناك الكثير من الأعمال الدرامية السعودية التي حققت نجاحات كبرى في الساحة الخليجية والعربية وساهمت في نشر اللهجة السعودية، كما أن مشاركات الفنان السعودي في الأعمال العربية تمنحه زخما كبيرا واطلاعا على التجارب، إضافة إلى أنها فرصة لتدعيم التواصل الإبداعي بين الفنانين».