أوصى المؤتمر السادس لآثار البحر الأحمر المنعقد بتبوك بإنشاء كيان بحثي «مركز أو مؤسسة»، ليكون مظلة يتم من خلالها إجراء البحوث في كل المجالات والتخصصات المتعلقة بالبحر الأحمر، وتتكامل في إطاره جهود الباحثين، مع تأمين التمويل اللازم له. ودعا المشاركون في المؤتمر في توصياتهم الجامعات السعودية إلى إدراج آثار البحر الأحمر، ضمن برامجها الدراسية والتدريبية، وتوفير كل أنواع التدريب للآثاريين السعوديين في مجالات الاستكشاف وحماية التراث، وعرض وإبراز التراث الثقافي في أعماق البحر الأحمر. كما طالب المشاركون (39 من العلماء والباحثين من 16) دولة)، بإجراء مسح منهجي شامل لتحديد المواقع الأثرية الساحلية تحت الماء على امتداد شواطئ البحر الأحمر، وإنشاء قاعدة بيانات لتصنيف وتحديد حالة وعمر تلك المواقع وتطوير إجراءات حمايتها، وتصميم برنامج محاضرات عن تراث أعماق البحر ضمن الدورات التدريبية لاعتماد شهادات الغوص، وتأسيس كيان مدني يكون مسؤولاً عن تنظيم ومراقبة نشاطات الغوص، ومراقبة آثارها على البيئة وعلى التراث الثقافي للبحر الأحمر. وأكد المؤتمرون أهمية تقييم ومراقبة شواطئ وجزر البحر الأحمر في المملكة ، وذلك لحماية كائنات البيئة البحرية الحساسة أو النادرة مثل أشجار المانغروف والشعب المرجانية والشواطئ الرملية التي ربما تشكل أماكن حاضنة لبيض السلاحف البحرية، واتخاذ كل الإجراءات الممكنة لحماية شجر المانغروف، بما في ذلك إنشاء منطقة عازلة لحمايته من الانقراض. كما تضمنت التوصيات التي خرج بها المؤتمر، اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لمراقبة الشعب المرجانية وحمايتها، باعتبارها من العناصر البيئية والاحيائية الرئيسية في البحر الأحمر، وبمراقبة نشاطات الصيد للتأكد من عدم استخدام التقنيات العشوائية والمدمرة التي تؤدي إلى التأثير سلباً على الحياة البحرية، ومسح وتقييم مدى انتشار ووفرة أسماك القرش. وأكد المؤتمرون أن مواقع ما قبل التاريخ ذات أهمية كبيرة، وأنه يجب إبلاغ الجهات ذات الصلة لوضعها تحت الحماية، داعين إلى تشجيع وتوفير الدعم اللازم للدراسات المقارنة التي تتناول البلدات التاريخية الواقعة على امتداد شواطئ البحر الأحمر، بما يساهم في حماية هذه البلدات، إضافة إلى تشجيع ودعم إجراء البحوث التي تجري عن الحياة في فترة ما قبل التاريخ في الجزيرة العربية. وحث المؤتمرون على إنشاء كيان لتدريب المتخصصين السعوديين للانخراط في جهود تأهيل وترميم وتجديد المنازل القديمة في مدن البحر الأحمر مثل جدة وينبع، وإنشاء محمية طبيعية في منطقة تبوك، وتوثيق وتسجيل الثقافة البحرية للسواحل الأفريقية والعربية وتحديد القواسم المشتركة بينهم، إضافة إلى رفع الوعي بثقافة البحر. يشار إلى أن المؤتمر نظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالشراكة مع جامعة تبوك، بمشاركة جامعة «إكستر» بالمملكة المتحدة، وجامعة جازان، وجامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة طيبة.