اختتم ممثلون عن دول البحر الأحمر وخليج عدن أمس دورة تدريبية لإدارة وإعادة تأهيل غابات «المانغروف» في البحر الأحمر وخليج عدن، بمشاركة متدربين وخبراء من الدول الأعضاء في الهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن. وأكد الأمين العام للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن البروفيسور زياد بن حمزة أبو غراره الدور المهم الذي تلعبه غابات المانغروف كونها مصدراً مهماً للمنتجات الغابية من أخشاب وأعلاف وعسل وأدوية وغيرها. وقال: «لعل أهم هذه الأدوار تتمثل في حماية الشواطئ البحرية من التعرية والتآكل بفعل الأمواج والأعاصير، وتوفير أماكن آمنة وغنية بالمواد العضوية للتوالد وحضانة الصغار بالنسبة للكثير من أنواع الأسماك والقشريات والكائنات البحرية الأخرى، كما تحمي نباتات المانغروف الشعاب المرجانية بمنعها انجراف الرسوبيات الشاطئية إلى الشعب المرجانية التي تموت في حال وصول هذه الرسوبيات إليها. إلى جانب ذلك فإن بيئات المانغروف تضم زخماً هائلاً من التنوع الإحيائي يشمل كائنات بحرية وبرية كثيرة». وأوضح أن غابات المانغروف تتعرض إلى ضغوط بيئية شديدة منذ عقود عدة تحت وطأة الاستغلال الجائر والأنشطة البشرية في المناطق الساحلية. «ما أدى إلى تدهور ملحوظ في بيئات المانغروف وتقلص مساحاتها عالمياً، وهو ما حدا بالكثير من العلماء للتحذير من عواقب ذلك على البيئة البحرية والثروة السمكية في المناطق المدارية. وبالفعل أسِّست عالمياً الكثير من الجهود الحكومية والطوعية للمحافظة على بيئات المانغروف وحمايتها من التدهور وإعادة تشجير بعض ما استقطع من مناطقها». وأشار إلى أن أهم الأسباب والضغوط التي أسهمت في هذه المشكلة هي التأثيرات والأنشطة البشرية المباشرة كالقطع والرعي والاستغلال الجائر والإزالة والردم والتجريف وإنشاء السدود والطرق الساحلية والمنتجعات السياحية والتلوث بأنواعه وغير ذلك، كاشفاً أن الهيئة الإقليمية بدأت منذ سنوات عدة جهوداً إقليمية تهدف إلى المحافظة على بيئات المانغروف. وتضمنت تدريب كوادر اختصاصية في مسح بيئات المانغروف، وتأسيس برنامج لرصد المانغروف، وإعداد دراسات بالوضع الراهن، وتأسيس قاعدة بيانات، إضافة إلى إعداد خطة عمل إقليمية وخطط وطنية للمحافظة على أشجاره في دول الهيئة، وتنفيذ العديد من برامج وحملات التوعية البيئية مشاريع على أرض الواقع في الدول كنماذج للاستغلال المستدام في مصر، وإعادة التأهيل في جيبوتي والسودان.