أجبرت الظروف القاسية التي يعيشها أهالي قرية المويهية (60 كلم جنوب محافظة مهد الذهب) على الاعتماد على أنفسهم في توفير كثير من الخدمات الأساسية التي تنقصهم، فحين يندلع حريق في مسكن أحدهم يضطرون للاستعانة بصهاريج مياه الآبار لإخماده، خصوصا أن أقرب مركز للدفاع المدني يبعد عنهم 60 كلم، كما أنهم يتولون حراسة مساكنهم في ظل افتقادهم لمركز للشرطة. ويعاني سكان القرية التي يزيد عددهم عن 3000 نسمة من غياب المشاريع التنموية من تعبيد الطرق والرصف والإنارة، إضافة إلى تشييد جسر يعبرون من خلاله وادي أبو قطف. وشكا فيصل المطيري من أن القرية تفتقد كثيرا من الخدمات يأتي في مقدمتها تمهيد الطرق الداخلية بين المنازل وسفلتتها واستحداث مركز للدفاع المدني والشرطة، موضحا أن سرقة الأغنام تزايدت في الآونة الأخيرة. وقال: أصبحنا لا نستطيع ترك منازلنا دون أن نترك داخلها شخصا أو اثنين، خشية تعرضها للسرقة، بعد أن سطا عدد من اللصوص على أحد المساكن وسرقة محتوياته، مبينا أن ضعاف النفوس أصبحوا يستهدفون القرى التي لا يوجد فيها مراكز شرطة. إلى ذلك، بين صالح المطيري أن أقرب مركز للدفاع المدني يبعد عن القرية نحو 60 كلم، ملمحا إلى أن الحرائق حين تقع في المويهية تلتهم كل شيء أمامها قبل أن يصل رجال الإنقاذ. وقال المطيري: يضطر الأهالي إلى استخدام صهاريج مياه الآبار لإخماد أي حريق يقع في قريتهم، «لأنهم يئسوا من قدرة فرق الدفاع المدني على الوصول في الوقت المحدد» مشددا على أهمية إنشاء مركز للدفاع المدني ليقلل من أضرار الحرائق، وحتى يتمكن من مباشرة النيران سريعا وفي الوقت المناسب. بدوره، حذر بندر مقحم من الاخطار التي تحدق بالقرية من وادي أبو قطف خلال موسم الأمطار، لافتا إلى أنهم لايستطيعون اجتيازه، ما يجبرهم على السير في طرق جبلية الوعرة حتى يجف الوادي من المياه، بعد شهور عدة، متمنيا تشييد جسر يسهل عليهم اجتياز الوادي. وأفاد مقحم أن مبنى المركز الصحي للقرية يتكون من بيت شعبي متهالك، وسيارة إسعاف متعطلة، ولا يوجد به طبيب عام وممرضة وتنقصه الكثير من الأدوية، ملمحا إلى أنهم يضطرون أحيانا إلى الذهاب لمستوصفات القرى المجاورة. وقال مقحم: عشنا موقف عصيبا في الفترة الماضية، حين تعرض طفل صغير لإصابة بلدغة عقرب في قدمه اليسرى، وعندما نقلناه إلى مركز القرية فوجئنا أنه لا يوجد به حقن خاصة بإيقاف انتشار السم مما أجبرنا على التوجه به إلى مستشفى المهد العام، وكدنا أن نفقده نتيجة مضاعفة إصابته خلال رحلة النقل الشاقة. من جهته، نبه بندر العضيلة إلى معاناة طلاب القرية الذين يضطرون لقطع 40 كلم لدراسة المرحلة الثانوية في قرية الرقيبية، مستغربا عدم افتتاح مدرسة ثانوية في القرية التي تحتضن 400 طالب وطالبة. وقال العضيلة:«لا يوجد في القرية سوى مدرسة ابتدائية ومتوسطة بنين وبنات وجميع مبانيها متهالكة وغير صالحة»، متمنيا إنهاء معاناتهم في أسرع وقت. في المقابل، وعد رئيس المجلس البلدي في محافظ مهد الذهب زويد بليهيد الهجله المطيري بتلبية جميع مطالبهم الخدمية مثل الإنارة والسفلتة والرصف، مؤكدا أنهم سيجرون زيارة على عدد من المشاريع في القرية الواقعة على طريق المهد – الطائف. وأفاد أنهم سينقلون مطالب الأهالي بإنشاء مراكز للدفاع المدني والشرطة، مبينا أنهم يسعون لتدشين كثيرا من المشاريع الحيوية التي تحتاجها قرية المويهية.