فشلت محاولة جماعة الحوثي في تفخيخ الحوار الوطني الذي أطلقه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، في صنعاء بحضور القيادات اليمنية، وفق المبادرة الخليجية. وحاول المتحدث باسم جماعة الحوثي وممثلها في الحوار الوطني علي البخيتي إثارة فوضى داخل قاعة المؤتمر عندما طلب نقطة اعتراض بزعم وجود السفير الأمريكي، مطالبا مغادرته القاعة بيد أن تدخل الرئيس هادي في الوقت المناسب أدى إلى إعادة أجواء الاجتماع إلى طبيعتها حينما قال: «الذي لا يعجبه الحوار فإن الباب أمامه مفتوح» وقوبل تعليق الرئيس بتصفيق وترحيب حار من المشاركين في الحوار. وتروي «عكاظ» تفاصيل ما جرى في القاعة حينما رفع المتحدث باسم جماعة الحوثي علي البخيتي صوته طالبا من الرئيس اليمني طرد السفير الأمريكي في صنعاء الذي قال بأنه وراء قتل الأبرياء في محافظات أبين والبيضاء ومأرب -على حد زعمه- لكن هادي رد عليه بالقول «الذي ما يعجبه الحوار الباب مفتوح». وأمام تدخل القوات الخاصة التي كادت أن تجبره على الخروج من القاعة ووسط تهديد جماعة الحوثي في حالة المساس به فإنهم سيفجرون الموقف من داخل القاعة، تدخل الأمين العام للحوار الوطني الدكتور أحمد بن مبارك والمستشار السياسي لرئيس الوزراء اليمني علي الصراري وأرغمه على الجلوس. «عكاظ» تحدثت مع البخيتي الذي أوضح أنه احتج على كلمة الدكتور أحمد بن مبارك أن سفراء الدول الأجنبية رعاة للحوار الوطني يتناقض مع النظام الداخلي «ضوابط الحوار» المنصوص عليها في القرار الجمهوري، التي تنص على أن للسفراء الحق في الحضور كمراقبين، وطلبت من الدكتور أحمد سحب تلك الكلمة وهي تحديدا «الراعين» فكونهم رعاة للمبادرة الخليجية لا يعطيهم الحق أن يكونوا رعاة لمؤتمر الحوار الوطني -على حد زعمه-. وتنطلق اليوم في صنعاء أولى جلسات الحوار في فندق (موفنبيك) حيث تم تقسيم أعضاء المؤتمر إلى تسع مجموعات لمناقشات القضايا الرئيسية المتمثلة بقضية الجنوب وصعدة والنظام والدستور اليمني وشكل الحكومة المقبلة، حيث سيستمر الحوار لمدة ستة أشهر وسيعقد في ست محافظات يمنية. من جهة ثانية، أعرب الرئيس عبدربه منصور هادي عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رعايته الكبيرة ومتابعته الحثيثة ووقفته الجادة إلى جانب اليمن في أزمتها التي مرت بها خلال العامين الماضيين. ونوه خلال كلمته لدى افتتاح مؤتمر الحوار الوطني أمس، بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، التي قال إنها «كانت خطوة جادة وحاسمة في دوران عجلة التغيير إلى الأمام في البلاد، ورسمت خارطة طريق واضحة للخروج باليمن من أزمته المستفحلة إلى رحاب التوافق والتصالح والتسامح».