لم يدر بخلد نورة الحارثي طالبة قسم تصميم الأزياء في كلية دار الحكمة في جدة أنه سيأتي اليوم الذي ستنافس فيه صناع الأزياء والموضة العالميين، إلا أن حيرتها تلك تبددت إلى غير رجعة بعد أن تم ترشيحها ضمن خمس فتيات ناشئات من دول العالم للمشاركة في أول مسابقة دولية في مجال التصميم والأزياء والتي ستشهدها الولاياتالمتحدة قريبا. وتترقب نورة الحارثي التي تشارك ب15 قطعة من الأزياء التي تتسم بالمزج الكلاسيكي وال«كاجول» للجنسين وبألوان متعددة وأشكال جذابة، خلال الأيام القليلة المقبلة التصفيات النهائية للمسابقة التي سيتوج من خلالها مصمم واحد فقط من بين أشهر المصممين العالمين من مختلف دول العالم. وترى الحارثي في خطوة مشاركتها في المسابقة العالمية انطلاقة موفقة وبداية طريق يؤدي لخطوات مقبلة تعكس من خلالها الموروثات الاجتماعية لثقافة الأزياء لدى المجتمع السعودي، لقناعتها وإيمانها بأن تصميم الأزياء يمثل ثقافات الشعوب، ليس ذلك فحسب، بل أسلوب حياة يعكس نمط وشخصية أفراد المجتمع ككل. وتأمل الشابة الطموحة بالتغيير نحو الأفضل، في مساهمة خريجات أقسام تصميم الأزياء في تغيير الصورة النمطية عن تصميم الأزياء التي لا تعدو في نظر البعض مجرد «تطريز وخياطة»، في حين أن مصممات الأزياء يسهمن بشكل فاعل في تأصيل ثقافة المجتمع عبر التأكيد على الهوية المجتمعية التي تعبر عن العادات والتقاليد من خلال الأزياء في مختلف المناسبات الاجتماعية. ولا يقف سقف طموح الطالبة في كلية دار الحكمة في تخصص فن التصميم والأزياء، وهو أول قسم يمنح شهادة البكالوريوس في هذا المجال في الجامعات والكليات السعودية، عند هذا الحد، بل تسعى للمساهمة في إيجاد مصانع تحتضن كوادر وأيدي ناعمة تدعم سوق الأزياء بمنتجات تحاكي متطلبات وأذواق المستهلكين من مختلف الاتجاهات نحو ثقافة الأزياء التي تتيح عددا من الخيارات لكل المناسبات. وتؤكد مصممة الأزياء الشابة على أهمية العزوف عن الأزياء المقلدة، واستبدالها بالصناعات المحلية عبر توفير مزيد من المصانع وتوسيع فرص العمل في خطوط الإنتاج، حتى تحقق هي وغيرها من مصممات الأزياء تسجيل علامات تجارية عالمية ضمن الفضاء الواسع تنافس الماركات العالمية، وذلك بدعم وتشجيع المجتمع المحلي.