دعا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أمس إلى حل القضية الجنوبية، وذلك خلال افتتاحه أعمال مؤتمر الحوار الوطني وبرعاية الأممالمتحدة الممثلة بمبعوثها الخاص جمال بن عمر، ومجلس التعاون الخليجي الذي حضر أمينه العام عبداللطيف الزياني، وسط تحفظ من أحزاب «اللقاء المشترك» على قوائم أسماء المشاركين وتغيب رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة عن حضور الافتتاح لذات السبب. واعتبر هادي أن حل القضية الجنوبية يعد مفتاح حل جميع مشاكل اليمن شريطة أن يكون بعيدا عن استخدام القوة المسلحة، وطالب اليمنيين بالاتعاظ من حروب البلاد السابقة من أجل بناء الدولة الحديثة. وقال هادي «يجب معالجة القضية المحورية في المؤتمر القضية الجنوبية والوقوف أمامها بمسؤولية وإحساس وطني عميق بعيدا عن الحلول المطبوخة الجاهزة وأنواع الابتزاز». وأضاف «نعول على حل القضية الجنوبية من دون استخدام القوة المسلحة كحل وإن تم سيقود إلى دمار كبير». وشدد على أن حل القضية الجنوبية سيؤدي إلى حل عقد اجتماعي جديد بعيدا عن أمراض التخلف والعصبية والقروية، وقال «نريد دستورا يرتقي بالفرد اليمني إلى مستوى معيشي رغم كل المصاعب». وقال هادي مخاطبا 565 مشاركا في المؤتمر «اليمن ينتصر لليمن الكبير الموحد بعيدا عن هيمنة الأسرة أو المنطقة أو القبيلة» مشيرا إلى أن المختلفين سابقا من قوى سياسية يقفون اليوم تحت سقف واحد إثر الاتفاق على تنفيذ المبادرة الخليجية التي رعتها الأممالمتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في نوفمبر 2011». وطالب هادي المشاركين في الحوار أن يغادروا الماضي بكل تفاصيله وأن يتخلصوا من عصبيات متخلفة وأن يستحضروا العبر والعظات التي تساعد على الانتقال إلى مستقبل أفضل. من جهته أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وقوف قادة دول المجلس ووزراء الخارجية إلى جانب أشقائهم في اليمن وتهنئتهم لليمنيين وعلى رأسهم فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي. من جهته، قال ابن عمر للصحافيين قبيل افتتاح الحوار «إنها لحظة تاريخية واليمن هو نموذج للانتقال الديمقراطي في المنطقة» مشددا بقوله «إن المجتمع اليمني متضامن، ومجلس التعاون الخليجي قدم الكثير، وهذه الفرصة يجب أن يقطف ثمارها اليمنيون»، داعيا إلى معالجة المطالب المشروعة للجنوبيين، وتداعيات الحروب في صعدة. ويعقد المؤتمر وسط حالة استنفار أمني واسع، حيث انتشر أكثر من 60 ألف عنصر من قوات الجيش والشرطة، تدعمهم مدرعات وعربات عسكرية في شوارع العاصمة ومداخلها، لتأمين المشاركين في الحوار. ويناقش المؤتمر عددا من القضايا الكبرى، أبرزها قضية الجنوب في ظل ارتفاع الدعوات المطالبة بالانفصال، إضافة إلى قضايا صعدة والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، وبناء الدولة والحكم الرشيد، وأسس بناء الجيش والقوى الأمنية، وتشكيل لجنة لصياغة الدستور. وتغيب عن المؤتمر رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة، وفيما لم يعلن عن سبب تغيبه ذكرت مصادر مستقلة «تسجيله اعتراضه على تسمية الرئيس هادي من كانوا سببا في قتل الشباب المحتجين على نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح ضمن قوائم المشاركين في الحوار». في هذه الأثناء، قتل ناشط جنوبي وأصيب آخر وتم اعتقال أربعة آخرين أمس في مواجهات بين متظاهرين معارضين للحوار الوطني والشرطة في مدينة تريم بحضرموت حسبما ذكرت مصادر محلية، فيما نزل الآلاف إلى الشارع في عدن وفي مدن جنوبية أخرى رفضا للحوار، بحسبما أفاد ناشطون.