بعد أن تجاوزت حالات أمراض الجهاز التنفسي حاجز ال 0001 حالة شهريا، حسب إحصاءات مركز صحي العطيف، باشرت لجنة الدفاع المدني وأمانة الطائف أعمالها في دفن الحفر المحيطة بالمركز من كل جانب، التي خلفها عدد من الشركات والمؤسسات التجارية وأصحاب المقاولات من جراء سحب الرمال لاستخدامها في مشاريعهم، حيث تسببت في نشر الأمراض الصدرية، كما شكلت هاجسا لدى أهالي المنطقة، خاصة في ظل إهمال الحفر والمعاشق، وانتشار المعدات الثقيلة في أنحاء متفرقة من المنطقة. وأوضح ل«عكاظ» عدد من أهالي عطيف أن وضع الحفر العميقة وأماكن سحب الرمال تشكل خطرا حقيقيا على السكان والمارين بالطرق الصحراوية الخارجية، لافتين إلى أن الخطر يكمن في قرب هذه المعاشق من المناطق السكنية، مؤكدين ازدياد الإقبال على سحب الرمال والأتربة من المنطقة بعد إيقاف سحب الرمال من المحافظات والمراكز القريبة من الثروة المعدنية ما زاد من استغلال هذه الشركات ليتجاوز سعر الرد الواحد 500 ريال. ويشير المواطن مسفر معلا العتيبي إلى معاناة سكان العطيف من هذه الظاهرة التي تشهد ازديادا ملحوظا، بغزو الأراضي للحصول على الموارد وتشويه وجه الأرض الجميل، ناهيك عن قطع الاشجار وتلويث الأرض وإثارة الغبار بشكل شبه يومي، ما ألحق أضرارا بالأطفال وكبار السن، وإصابتهم بأمراض الربو وحساسية الصدر، ويضيف العتيبي: سبق وتقدمنا بشكوانا للجهات ذات العلاقة من انتشار هذه الظاهرة ودفن المعاشق وأماكن سحب الرمل، إلا أن الأمر يزداد سوءا يوما بعد آخر، وطالب الدفاع المدني بإنشاء سياج حول الحفر، في حالة استحالة دفنها، وناشد الجهات ذات العلاقة بالعمل على إيجاد حلول للقضاء على هذه الظاهرة بأسرع وقت. أما هذال معيض الشيخ فقال: إن معاشق أخذ الرمال من العطيف تشكل خطرا رئيسيا على المنطقة خصوصا في موسم الأمطار حيث تمتلئ هذه الحفر بمياه الامطار، ما يسبب خطرا على الإنسان والحيوان. بالاضافة إلى أن بعض صهاريج الصرف الصحي أخذت هذه الحفر أماكن لتفريغ المياه المسحوبة ما تسبب في تلوث البيئة والإصابة بالأمراض الناجمة عن ذلك، بالإضافة إلى إحاطة الأهالي والأحياء بمياه آسنة تكون بيئة خصبة لتجمع الحشرات والبعوض وانتشار الأوبئة، وناشد الشيخ الجهات المعنية بحسم الأمر بشكل فوري وعاجل. ويرى عبدالله الروقي أن الأمر تطور لدرجة أن الشركات الكبيرة أصبحت تسحب الرمال وتستخدمها في مشاريعها، ولا تقوم بدفنها مما أدى إلى تغيير معالم الأرض. وفي سياق متصل أشارت الإحصاءات التي وردت من مركز صحي العطيفإلى أن عدد الحالات التي تعاني من أمراض الجهاز التنفسي كالحساسية والربو والدرن وضيق التنفس يتراوح شهريا ما بين 1000 إلى 1100 حالة، ما أوضح مدى تأثير هذه الحفريات وتناثر الرمال على الصحة العامة، ويؤكد الضرر الحاصل للأهالي من جراء عمليات سحب الرمال. من جانبه أوضح ل«عكاظ» رئيس مركز العطيف خالد المجنوني أن سحب الرمال يؤثر سلبا على الأرض، وقد تلقى المركز شكاوى من الأهالي بهذا الخصوص، وتم رفعها إلى جهات الاختصاص، حيث باشرت اللجنة المكونة من الدفاع المدني وأمانة الطائف أعمالها، والعمل جار على دفن الحفر التي تكونت بعد سحب الرمال منها، لافتا إلى أن ذلك سيستغرق وقتا ربما يصل إلى السنة. خطورة المعاشق يؤكد سكان المنطقة أن معاشق الرمال تشكل خطرا كبيرا يتهدد أولادهم، خاصة في موسم الأمطار، حيث تمتلئ هذه الحفر بالمياه، كما أن صهاريج الصرف الصحي تأخذ من هذه الحفر أماكن لتفريغ حمولاتها من مياه المجاري، ما يتسبب في انتشار العديد من الأمراض البيئية الخطيرة.