الرياض، الدمام، جدة. حامد الفارس وفهد البقمي وأحمد الفراج ونصار القوسي غطت موجة من الغبار، أمس، مناطق الرياضوالقصيموالشرقية والشمالية، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مستوى الرؤية صاحبه انخفاض في درجات الحرارة، فيما استنفرت الدوريات الأمنية والمرورية جهودها لمتابعة الأوضاع وتنظيم الحركة في الشوارع، في الوقت الذي شهدت فيه المستشفيات مراجعة أعداد كبيرة من مرضى الربو. وكانت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حذرت أمس من هبوب أتربة مثارة وغبار يحد من مدى الرؤية الأفقية مع نشاط في الرياح السطحية على منطقة الحدود الشمالية «محافظة رفحاء» تتحرك باتجاه الجنوب تشمل العاصمة الرياض، في حين يمتد تأثيرها إلى المناطق الداخلية لجنوب المملكة، ويصاحب ذلك انخفاض في درجات الحرارة. مشيرة إلى أن الموجة تؤثر على منطقة القصيم والمنطقة الشرقية «محافظتي القيصومة وحفر الباطن» وتتحرك باتجاه الجنوب والجنوب الشرقي لتشمل «الجبيل والظهران والأحساء» والمنطقة الوسطى تشمل العاصمة الرياض. وأوضحت الهيئة العامة للطيران المدني أن الأحوال الجوية التي شهدتها منطقة الرياض لم تؤثر على حركة الإقلاع والهبوط في مطار الملك خالد الدولي. وبينت أن المراقبة الجوية تلقت تحذيرات من الصباح الباكر بتدني مستوى الرؤيا الأفقية بسبب موجة الغبار. وفي الشرقية استقبل مطار الملك فهد الدولي بالدمام، أمس، رحلتين جويتين محولتين من مطار الكويت الدولي بسبب سوء الأحوال الجوية وتدني الرؤية الأفقية بسبب موجة الغبار التي ضربت الكويت. وفي حفر الباطن والمراكز والقرى الهجر التابعة لها تسببت موجة الغبار في انخفاض مدى الرؤية الأفقية إلى قرابة 600 متر داخل المدينة وإلى 300 متر في طرق السفر الخارجية. وأوضح مصدر مسؤول بمصلحة الأرصاد في المنطقة الشرقية أن هبوب الرياح الشمالية الغربية القوية أدى إلى هبوب عاصفة ترابية. إلى ذلك استقبل قسم الإسعاف والطوارئ بمستشفى الملك خالد العام 45 حالة من مرضى الربو قدمت لهم الإسعافات اللازمة. وأهابت كل من إدارات المرور وأمن الطرق والدفاع المدني بحفر الباطن بسائقي السيارات، خاصة على طرق السفر، توخي الحذر وترك مسافة كافية بين السيارات لتجنب الحوادث المرورية نتيجة لانعدام الرؤية الأفقية، والبعد عن الطرق الترابية التي من شأنها إثارة الأتربة. وفي القصيم انخفض مستوى الرؤية إلى 30 مترا بسبب موجة الغبار التي عطلت حركة السير، فيما زار أقسام الطوارئ بمستشفيات المنطقة العديد من مرضى الربو والحساسية ومرضى الجهاز التنفسي. وقال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي الناطق الإعلامي بصحة القصيم محمد الدباسي إن المستشفيات أعلنت استعداداتها لمواجهة موجة الغبار، حيث وفرت جميع المستلزمات المتوقع احتياج المرضى إليها من الأدوية والأجهزة الطبية. إلى ذلك طبقت أمانة الشرقية مساء أمس الأول خطة الطوارئ الخاصة بتصريف مياه الأمطار ودرء أخطار التجمعات بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت مساء أمس، حيث بلغت كمية المياه التي تم تصريفها إلى البحر 1.104 مليون متر مكعب. وقال المدير العام للتشغيل والصيانة بأمانة المنطقة الشرقية المهندس فيصل بن عبدالله آل ثاني إن الأمانة استنفرت طاقاتها البشرية وآلياتها في جميع مناطق حاضرة الدمام عقب هطول الأمطار، حيث شغلت شبكات ومحطات تصريف مياه الأمطار بواقع 15 محطة رئيسية وثلاث محطات أنفاق بالدمام وأربع محطات رئيسية ومحطة أنفاق واحدة بمدينة الخبر. وأشار إلى أن الأمطار تسببت في إغلاق نفق طريق الملك فهد مع طريق الأمير نايف بن عبدالعزيز، لتدفق كميات كبيرة من المياه من الأراضي المحيطة بالنفق، وهي تحمل كميات من الرمال ومخلفات الأكياس ما أدى إلى انسداد سطحي بأغطية قنوات التصريف الجانبية بالنفق نتج منه ارتفاع منسوب المياه. وذكر أن الأمانة أغلقت النفق ساعتين حفاظا على سلامة مرتادي الطريق ومباشرة الموقع من قبل أجهزة الإشراف ومقاولي الأمانة ورفعت المخلفات من على فتحات التصريف، ومن ثم تصريف المياه وغسيل سطح الإسفلت من الرواسب الطينية المترسبة خلال 25 دقيقة فقط قبل أن تعود حركة السير إلى طبيعتها. كما تسببت الأمطار في تحويل تسع رحلات جوية، أربع منها دولية، إضافة إلى تأخير إقلاع رحلة من مطار الملك فهد الدولي بسبب سوء الأحوال الجوية وغزارة الأمطار. وباشر المدير العام للمطار المهندس خالد بن خليل المزعل الإجراءات التي تتعلق بتوفير نظم الأمن وحماية حقوق المسافر وتوفير سبل الراحة له. كما حرصت إدارة المطار بالتعاون مع شركات الطيران على تأمين المسكن ومباشرة المناوبين من القطاعات الحكومية العاملة بالمطار لتقديم التسهيلات التي تعنى براحة المسافرين. ودعت الوزارة إلى مراجعة أقرب مركز صحي أو أقسام الطوارئ في الحالات الطارئة، منبهة السائقين بإغلاق النوافذ جيدا أثناء القيادة في الأجواء الترابية، مع تشغيل جهاز التكييف أثناء القيادة على درجة حرارة مناسبة إن دعت الحاجة. كما أكدت جاهزية مرافقها الصحية كافة لاستقبال الحالات الطارئة معلنة أن أقسام الطوارئ بمستشفياتها التي تعمل على مدار الساعة في المناطق التي تضررت بموجة الغبار والأتربة وخاصة مناطق الوسطى والشرقية قد اتخذت جميع احتياطاتها لاستقبال الحالات الطارئة لمرضى الجهاز التنفسي، سواء الكبار في السن أو الصغار رغم ما قد تؤديه موجات الغبار من زيادة في أعداد المراجعين لهذه المرافق من مرضى الجهاز التنفسي وخاصة المصابين بمرض الربو .