استطلعت «عكاظ» بعد مرور عامين على الثورة السورية آراء القادة الميدانيين سواء في الجيش السوري الحر أو خارجه، حول رؤيتهم عن واقع ومستقبل الصراع مع النظام. سألت «عكاظ» صراحة القادة «هل كانت هذه الثورة ضرورية بعد كل هذا الدمار الذي سببته الحرب مع نظام إجرامي؟». أكد العقيد رياض الأسعد مؤسس الجيش السوري الحر في تصريح ل«عكاظ» أن الشعب السوري كان من أكثر شعوب الربيع العربي حاجة إلى الثورة والخروج على هذا النظام الطاغي، مشيرا إلى أن حجم الظلم الذي وقع على هذا الشعب فرض عليه ولو متأخرا إعلان الثورة. وقال الأسعد، ردا على سؤال «هل كانت الثورة ضرورية أمام كل هذا القتل والدمار؟» أفاد أن كل ثورة تحتاج إلى تضحيات، والشعب السوري مستعد لمثل هذه التضحيات التي ستجلب الربيع. إلا أنه حمل في ذات الوقت المجتمع الدولي مسؤولية هذا القتل والدمار. وأشار إلى أن كل دول الربيع العربي حظيت بالحراك السياسي والعسكري، مستشهدا بالحالة الليبية عندما فرض حلف شمال الأطلسي حظر طيران على النظام الليبي، الأمر الذي ساهم إلى حد كبير في إسقاط نظام معمر القذافي، وتابع قائلا: «هذا لم يحدث في سورية، فالعالم تركنا متفرجا أمام نظام وحشي لا يتورع عن القتل والفتك بالمدنيين». وأكد العقيد متفائلا: «إن مصير هذه الثورة هو النجاح، وإن الشعب السوري مصمم على إسقاط نظام القتل»، لافتا إلى أن كل سوري بات مصمما على زوال هذا النظام. من جهته، جزم قائد لواء التوحيد في حلب عبدالقادر صالح في تصريح ل«عكاظ» أن مصير هذا النظام هو السقوط، متسائلا: «كيف يمكن لنظام أن يستمر وشعبه في غالبه يصر على القتال حتى نهاية المعركة؟»، مؤكدا أن الجيل السوري الحالي لن يمكن أن يتكيف مع فكرة وجود الأسد. وقال صالح أحد القادة الميدانيين المنضوين تحت قيادة هيئة أركان الجيش السوري الحر «صحيح أن الثورة السورية دمرت البلاد على يد نظام الأسد، إلا أنها كشفت النظام على حقيقته البشعة»، مضيفا أن العالم «المتخاذل» كله يتحمل هذا الدمار. وأشار إلى أن العام الثاني على الثورة السورية بات أكثر تفاؤلا بالنسبة للثوار، إذ امتدت رقعة الأراضي الخاضعة تحت سيطرة الجيش الحر، لافتا إلى أن أكثر من 60% من حلب تحت سيطرة الجيش السوري الحر، بل إن المعارك انتقلت إلى قلب العاصمة دمشق. وفند قائد لواء التوحيد مزاعم الغرب في تبريره عدم مساندة الثوار بحجة التطرف، مؤكدا أن شكل الدولة السورية يحدده الشعب الثائر وليس فصيل دون فصيل آخر، مؤكدا أن هذه الثورة لا تحمل أي بعد طائفي كما يروج النظام، مضيفا أن صناديق الاقتراع هي من تحدد شكل سورية المستقبل، مستبعدا انتشار التطرف، ومبينا أن الثورة أشعلتها كل أطياف الشعب السوري، وأنه لا بد للربيع أن يزهر.