الثوار موحدون ضد النظام ومنقسمون حول السلطة والمال .. والمجلس الوطني يطالب الإبراهيمي بالاعتذار في أول أيام عيد الفطر المبارك استقبلت القوات السورية أمس الأحد المدنيين السوريين بالرصاص، وواصلت عمليات القصف على عدة مدن وقرى سورية. واستمرت أعمال العنف والمواجهات أمس بين القوات السورية والجيش الحر ما أسفر عن مقتل العشرات في عدد من المناطق السورية. ودارت اشتباكات في مدينة حلب العاصمة الاقتصادية وثاني المدن السورية، وبشكل خاص في أحياء الإذاعة وسيف الدولة، كما تعرضت عدة أحياء للقصف بالإضافة الى قرية الأرض الحمرا (ريف حلب) ما أسفر عن مقتل شخصين. وفي أول أيام العيد الذي يتلقى فيه عادة الأطفال الهدايا مرتدين ملابسهم الجديدة، سقط طفل وطفلة إثر قصف تعرضت له مدينة معرة النعمان الواقعة في ريف إدلب بعد منتصف ليل السبت الأحد. وأفاد المرصد نقلاً عن نشطاء في هذه المنطقة، عن مقتل سيدة إثر إطلاق النار بشكل عشوائي في بلدة سرمين من قبل سيارة للأمن بحسب نشطاء من المنطقة، ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات السورية ومقاتلين من الكتائب الثائرة في قرية دركوش. كما سقطت سيدة إثر القصف الذي تعرضت له الرستن (ريف حمص) صباح أمس. وفي شرق البلاد، قتل أحد مسلحي المعارضة في اشتباكات مع القوات النظامية في دير الزور. ويأتي ذلك غداة مقتل 189 شخصاً على الأقل في أعمال عنف متفرقة بسوريا السبت، بينهم 141 مدنيا. وفي الوقت الذي تشن فيه قوات بشار الأسد حملة شرسة ضد الثورة السورية, تتنافس المجموعات المقاتلة المعارضة في سوريا من جنود منشقين ومدنيين مسلحين من انتماءات وتيارات سياسية مختلفة على المال وقيادة العمليات وحجز موقع لها على الخريطة السياسية لسوريا ما بعد الأسد, لكنها تلتقي على إسقاط النظام. وإذا كانت معظم هذه المجموعات تنضوي بشكل او بآخر تحت مظلة «الجيش السوري الحر»، إلا أن هذا الجيش في الواقع لا يملك هيكلية واضحة وقيادة واحدة تأتمر كل الفصائل والألوية بأمرها. ويقول عبد القادر الصالح، قائد العمليات الميدانية في «لواء التوحيد» الذي برز في معارك مدينة حلب (شمال) الأخيرة، «قيادتنا وأوامرنا مستقلة, عندما قررنا دخول معركة حلب، قررنا ذلك من دون التنسيق مع المجلس العسكري» في حلب. ويسأل الصالح «لماذا نتشاور؟ نحن نملك الوزن الأكبر من المقاتلين في حلب وريفها»، مضيفاً «نحن ننسق مع قادة ألوية لهم وجود فعلي على الأرض لا مع من هم وراء المكاتب». وتنبئ الانقسامات على الأرض بصراع حاد على السلطة في مرحلة ما بعد سقوط انظام، وتلقي بظلالها على سير العمليات العسكرية. من جهة أخرى, أفاد تقرير لصحيفة «بيلد أم سونتاج» الألمانية الصادرة أمس الأحد في برلين أن سفينة تجسس تابعة للبحرية الألمانية تبحر الآن قبالة السواحل السورية. وقال التقرير إن السفينة التابعة للأسطول البحري الألماني تحمل على متنها تقنيات تجسس حديثة تابعة للمخابرات الألمانية. وذكرت الصحيفة أن هذه المعدات تتيح رصد تحرك القوات السورية إلى عمق 600 كيلومتر داخل الأراضي السورية. وأضافت أن المعلومات التي تجمعها السفينة عن العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش بشار الأسد ستنقل إلى قوات الحلفاء في الجيش الأمريكي والجيش البريطاني. وبينت الصحيفة أن السفينة تجمع أيضاً معلومات عن الجيش السوري الحر. بدورها, ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية نقلاً عن مسؤول في المعارضة السورية أن الاستخبارات البريطانية ساعدت مقاتلي المعارضة السورية في شن هجمات عدة على قوات النظام السوري. وحسب الصحيفة الأسبوعية، إنها المرة الأولى التي يكشف فيها الدور الخفي للمخابرات البريطانية في الثورة ضد النظام السوري التي اندلعت في اذار/مارس 2011. الى ذلك, طالب المجلس الوطني السوري المعارض الأحد المندوب المشترك الأخضر الإبراهيمي «بالاعتذار» للشعب السوري لقوله إنه من السابق لأوانه قول إن كان الرئيس بشار الأسد يجب أن يتنحى، معتبراً تصريحه «استهتاراً بحق الشعب السوري في تقرير مصيره». وذكر المجلس الذي يضم أغلب أطياف المعارضة السورية، في بيان «بمزيج من مشاعر الصدمة والاستهجان تلقى الشعب السوري الثائر تصريحات السيد الأخضر الإبراهيمي» التي أعرب فيها عن اعتقاده بأن «الوقت لم يحن بعد لتنحي بشار الأسد». وطالب المجلس في بيانه المبعوث الدولي «الذي لم يستشر أي سوري لا في أمر تعيينه ولا في طبيعة مهمته، بأن يعتذر لشعبنا عن هذا الموقف المرفوض»، مؤكداً أن «الشعب السوري هو المخول الوحيد بتحديد من يحكمه وطريقه هذا الحكم».