تمر القضية السورية بمرحلة دقيقة توحي بالتأزم الذي لا بد أن تتلوه خطوة تحدد اتجاه المستقبل.. المقاتلون يحققون تقدما على الأرض رغم التضحيات الكبيرة والمآسي الإنسانية .. والمعارضة السياسية تسابق الزمن لإيجاد صيغة توافقية تمكنها من التأثير في الموقف السياسي بعد أن أعطيت المقعد السوري في الجامعة العربية.. والدول الكبرى (الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا وفرنسا) تتحرك وتنسق لإعداد قائمة بأسماء شخصيات مقبولة في النظم السوري حتى يمكنها التفاوض مع الائتلاف.. هذا النشاط الثلاثي (المقاتلون والمعارضة السياسية والدول الكبرى) هل يعمل وفق رؤية متقف على اتجاهها أم أن تحرك كل فريق تمليه مصالحه بغض النظر عن تعارضها أو توافقها مع الأطراف الأخرى؟.. يبدو أن الاتجاه الغالب على موقف الدول المؤثرة يميل إلى «التفاوض» مع النظام، وإن اختلفت الاجتهادات التكتيكية ووسائل تعظيم مكاسب كل طرف. والتقارب الروسي الأمريكي في هذه المرحلة يشكل ضغطا على الاتجاه الرافض للتفاوض مع نظام بشار الأسد، بكل عناصره ومكوناته، فهل يفرض ضعف وقلة الإمكانات المتوفرة للمعارضة الاقتراب من الموقف الروسي الأمريكي؟ وما هي نتائج هذا الاقتراب على محصلة المعركة؟.. القدر المتفق عليه، بين مناصري الشعب السوري، أن تقوية المعارضة على الأرض بحيث تشكل واقعا يفرض على النظام إعادة حسابته هي المفتاح إلى أي حوار أو حلول تصب في مصلحة الشعب السوري وتحقق ما ضحى من أجله وبالتالي يصبح على كل الذين يساندون هذا الحق أن يوفروا للمعارضة ما يقوي موقفها ويجعل لكلمتها وزنا.