تسكن (فاطمة) ذات ال80 عاما بلدة روام شمالي محافظة رجال ألمع التابعة لمنطقة عسير، المسنة هدتها أمراض عديدة من بينها القلب، وارتفاع ضغط الدم، وآلام المفاصل وغيرها، وقد أقعدتها عن السير لبعض المسافات، لذا فهي تفضل البقاء في منزلها معتزلة الجيران والأقارب، حيث لا تصلهم إلا بواسطة إحدى المركبات نتيجة لأمراضها. المنزل الذي تسكنه شعبي متهالك مكون من ست غرف، خمس منها يستحيل عليها أن تسكن بها خاصة في موسم هطول الأمطار التي تنهمر على رأسها كما تروي فاطمة، لذا فقد اتخذت من كامل المنزل المتداعي غرفة وحيدة تجلس وتستقبل ضيوفها وتنام فيها، وليت المعاناة كانت عند هذا الحد، فالمسنة تعاني كذلك من ضآلة راتبها في الضمان الاجتماعي الذي لا يتجاوز 800 ريال شهريا، ثم هناك الوحدة والوحشة التي ألمت بها بعد رحيل زوجها قبل عدة سنوات، ولم يبق لها إلا المولى عز وجل وبناتها اللائي يحضرن إليها بين فترة وأخرى، وأيضا أولادها الذين يتعهدونها بشكل مستمر، وتضيف أنها أسيرة الغرفة الوحيدة، حيث إن مياه الأمطار تنهمر عليها إذا ما حاولت اتخاذ الغرف الأخرى مسكنا لها.