أشاد صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز بمعرض الرياض الدولي للكتاب وبما يشهده من اقبال كبير من قبل الجمهور بمختلف فئاته. وأكد خلال زيارته للمعرض أمس أن الفخر الأكبر يتجه للإنسان السعودي الذي جعل من هذا المعرض محفل حفاوه وتقدير ونجاح ، وقال: « اعتقد أن مقياس حضارة الأمم والشعوب هو الكتاب واعتقد أن معرض الكتاب أثبت للجميع أن المواطن السعودي قارئ نهم» وفي السياق نفسه أعرب الدكتور سلمان العودة عن سعادته بما شاهده من كثافة الإقبال على القراءة في معرض الكتاب، وقال: «المعرض يعد تظاهرة ثقافية تثير الشعور بالفخر»، لافتا خلال جولته بعدد من دور النشر الحكومية والخاصة إلى أن المعرض غير الكثير من المفاهيم التربوية والثقافية والإعلامية، نافيا القول بأن زمن الكتاب انتهى، وقال: «المعرض يؤكد أن الكتاب ما زال له تأثيره وعمقه، وهذا ما يتنافى مع مقولة أن العرب قوم لا يقرأون». وحول أثر النشر الإلكتروني على رواج الكتاب الورقي وتقليص دوره، رأى العودة أنه على النقيض من ذلك ساهمت التقنية الحديثة في الترويج للكتاب الورقي وإقبال الناس عليه. وأوضح أن الإعلام الجديد شهد تغيرا ضخما منح الناس حرية أكثر في قبول من يريد وفيه دروس كثيرة. غياب السينما السعودية ومن جهة أخري، أرجع الناقد فهد الأسطى أسباب غياب السينما السعودية إلى جملة من المؤثرات، منها أنها ما زالت في البدايات ولم تكتمل تجربتها بعد، موضحا أن الأفلام السعودية القصيرة وجدت منذ عام 1977م عندما أخرج عبدالله المحسن أول أفلامه عن الحرب اللبنانية لمدة عشر دقائق. وأضاف أن تجربة المحسن تعد بمثابة المرحلة الأولى في مسيرة الأفلام السعودية القصيرة، أما المرحلة الثانية، فتبدأ من عام 2006، وهي مرحلة المهرجانات السينمائية التي تمثلت في موجة من الأفلام السينمائية تبناها كل من عبدالله آل عياف وبدر الحمود ونايف الفايز وعهد الكامل، وبلغت 12 فليما خلال 3 سنوات في عام 2009م، غير أنها تراجعت خلال العامين الماضيين. وعزا الأسطى، خلال مشاركته البارحة الأولى في ندوة «تجربة الفيلم السعودي القصير» ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض الرياض للكتاب، السبب في ذلك لتأثير الإعلام الجديد، وعدم وجود مجال لعرض الأفلام وقلة الجودة، وتوجه أكثر المخرجين المعروفين إلى الدراما التلفزيونية بسبب استقطاب القنوات الفضائية لتبني أفلامهم وإنتاجهم. وتساءل الأسطى عن سبب إلغاء المهرجانات السينمائية التي انطلقت عام 2008 في الدمام واقتصرت على دورة واحدة فيما ألغي مهرجان جدة بعد دورته الثالثة. حصيلة الأفلام القصيرة من جهته، أوضح المخرج عبدالله آل عياف أن الفيلم القصير لا يحتاج إلى طاقم عمل كبير ويتسم بسهولة توصيل فكرته مباشرة؛ لذلك كان من السهل أن يتوجه بعض الشباب له، رغم ذلك فهناك تحديات يعانيها هؤلاء الشباب منها عدم وجود مهرجانات في المملكة، ما دفع الشباب إلى التوجه تلقائيا لعرض أفلامهم في الخارج. وبين أن حصيلة الأفلام بلغت ذروتها في مهرجان جدة السينمائي عام 2007م، حيث بلغ عدد الأفلام 20 فيلما، وفي عام 2009 ارتفع العدد إلى 62 فيلما لتصل بعد إيقاف المهرجان إلى 35 فليما فقط. وأعرب آل عياف عن استغرابه لعدم وجود معاهد تدرس هذا التخصص أو تحفظ حقوق المخرجين، مرجعا ذلك لعدم وجود كفاءات أو مظلة رسمية أو جمعية خاصة بالمخرجين والهواة تعرض إنتاجهم. وطالب بالسماح بأخذ تصاريح تسهل على الشباب والفتيات تصوير أفلامهم.