منظر صيادي الأسماك في صحاري المنطقة القاحلة أدهش أهالي محافظة الحريق 200 كلم جنوبالرياض، حيث اعتاد الناس على وجود الأسماك في البحار والأنهار فقط، فيما أغرى تواجد الأسماك بهذه الكميات أعدادا كبيرة من المقيمين في محافظة الحريق بالتوجه للسد بشكل يومي وممارسة هواية الصيد. ويجد المواطنون المتعة في مشاهدة الأسماك تطفو فوق مياه السد، فيما ابتكر بعض المقيمين طرقا جديدة للصيد غير الطرق التقليدية كالشباك أو السنارات. وتحدث ل «عكاظ» فيصل بن ابراهيم الهزاني موضحا أن الأسماك موجودة منذ العام الماضي في مياه السد، والتي لم تجف أبداً حيث بقي مستنقع بسيط من مياه سيول العام الماضي وبقيت هذه الأسماك على قيد الحياة طوال هذه الفترة وتكاثرت بشكل كبير مع امتلاء السد بالسيل قبل حوالى ثلاثة أشهر ولا تزال بأعداد كبيرة جداً في السد بالرغم من نقص المياه الكبير بعد تسرب المياه لباطن الأرض وفقد جزء كبير منها أثناء فتح عبارات السد قبل فترة، مضيفا أنه يقوم من فترة لأخرى بإحضار فائض طعام الأرز لديه ويقدمه كوجبة تتسابق عليها الأسماك. ويلاحظ محمد بن سعد العشبان وجود أعداد كبيرة من العمال والمقيمين منذ فترة بالقرب من سد الحريق وعند الاقتراب منهم وجدهم يصطادون الاسماك، ويضيف قائلا بعد أن تم فتح عبارات السد في الشهر قبل الماضي تفاجأ المواطنون بوجود الأسماك حيث وصلت حية للمزارع مع السيل قاطعة مسافة أكثر من 15كم ووجد بعض الأهالي متعة في مشاهدتها وصيدها وقام البعض منهم باصطيادها وهي حية، مؤكدا أن وجودها لم يكن مصادفة، بل أن أعدادا من الوافدين قاموا بإحضارها من محافظة الحريق ثم تركوها في المياه لتتكاثر بهذه الأعداد، لافتا إلى أن هناك من يدعي أن بيضها يعلق بأرجل الطيور خاصة المهاجرة حيث تسقط في مثل هذه المياه فتفقس وتتكاثر. ويؤكد مجيب وهو أحد المقيمين من الجنسية البنغالية بأنه وضع وعدد من أصدقائه أعدادا من هذه الأسماك العام الماضي في السد ما كان سببا في تكاثرها، وأطلع «عكاظ» على حوض أسماك صغير لديه قائلا بأنه سيقوم بوضع مجموعة أخرى العام القادم في حالة جفاف مياه السد وبالتالي هلاك الأسماك وسيتعهد بوضع كميات أخرى عند امتلاء السد بمياه السيول، مشيرا إلى أنه ذهل من انتشار الأسماك بهذا العدد الكبير في السد، فيما دعا عدد غير قليل من بني جلدته والمقيمين في محافظة الحريق على مائدة كبيرة من السمك الذي اصطاده. فيما أبدى عدد من أهالي وزوار الحريق دهشتهم من تواجد هذه الأعداد الكبيرة من الأسماك رغم عدم الاهتمام بها، متسائلين عن كيفية تعايشها وسط مياه السيل المشوبة بالطمي. امتلاء السد أحد المقيمين وضع العام الماضي أعدادا من هذه الأسماك في السد ما كان سببا في تكاثرها، ويتعهد بوضع كميات أخرى عند امتلاء السد بمياه السيول، مشيرا إلى أنه ذهل من انتشار الأسماك بهذا العدد الكبير في السد.