يعيش أهالي حي الأثايبة الشمالية في نجران، وضعا مأساويا جراء استنشاقهم روائح الحيوانات النافقة وخصوصا الأغنام، التي عادة ما ترمى داخل الحي، نظرا لوجود أعداد كبيرة من حظائر الأغنام فيها، الأمر الذي يشكل خطرا داهما يهدد صحة أهالي الحي من جراء ما تتسبب به هذه الروائح من أمراض وبائية. «عكاظ» تجولت في الحي بصحبة محمد بن صالح آل زمانان الذي قال إن معاناة الأهالي بدأت مع شبوك أو حظائر الأغنام المنتشرة في حي يقبع وسط المدينة، وكأن أمانة المنطقة لا ترى بأعين موظفيها من خلال جولاتهم، التجاوزات التي يعج بها الحي. وأكد أن الحي فيه ما يقرب من 200 حظيرة وشبك للأغنام، معتبرا أن هذه وحدها كفيلة بجعل الحي يعج بروائح كريهة تقلق منامنا وتتسبب بالأمراض خصوصا للأطفال ومرضى الربو وضيق التنفس، يضاف إلى ذلك الأغنام النافقة التي ترمى على قارعة الطرق، وكأن الحي أصبح مرمى للحيوانات النافقة. وتابع أن ما زاد الطين بلة إنشاء مبنى خاص للثروة الحيوانية تابع لفرع الزراعة في نجران، لعلاج المواشي وكأن المعنيين صنفوا الحي بأنه حي للحظائر والأغنام لا حي سكني يقطنه آلاف المواطنين ويقع في قلب المدينة. ورأى أنه كان الأولى بفرع وزارة الزراعة أن يكون هذا المبنى في حلقة الاغنام وسوقيها الغربي أو الشرقي أو في مكان قريب من المزارع لا داخل الحي السكني. وعبر عن الأسف الشديد لغياب الأمانة عن إزالة هذه الحظائر وعن فرض غرامات على أصحابها داخل الحي، مشيرا إلى أن دورها الرقابي على نظافة الحي شبه معدوم، حيث يلاحظ أي زائر للحي وجود الحيوانات النافقة على أطراف الطرقات بشكل يومي. والتقينا خلال الجولة عددا من سكان الحي حيث تمنى مهدي الطليلي أن يصبح حي الأثايبة من الأحياء النموذجية، فهو يقع في مكان مميز وفيه مقومات مهمة كوجوده على طريق عام ورئيسي، كما أنه يربط عددا من الأحياء مثل حي الأمير مشعل والفهد والعزيزية، ولكن للأسف مستوى النظافة متدن، مشيرا إلى أن عددا من مشاريع الصرف الصحي توقفت منذ 6 أشهر ولا نعلم هل تعثر المقاول المنفذ للمشروع أو أن هناك أسبابا أخرى نجهلها. أما صالح زمانان فقال إن توقف السفلتة وإصلاح الأرصفة في الشارع الممتد من طريق الملك سعود حتى مستشفى الولادة، بعد استكمال مشروع مجرى السيل، ترك أكثر من علامة استفهام، ولا نعلم لماذا تبدأ الكثير من المشاريع في التنفيذ ثم تتوقف فجأة دون سابق إنذار، مشيرا إلى أن معاناة الأهالي تزداد في مشروع السقية أو جلب المياه من الربع الخالي، إذ لم تكتمل فرحتنا بعد تمديد المياه ووصولها إلى حينا، حتى دفنت هذه الفرحة في مهدها، حيث إن الحي كان يسقى في الأسبوع الواحد مرتين أي يومي السبت والأحد، والآن أصبحت المياه لا تصب في الأسبوع إلا مرة واحدة وبكمية قليلة جدا وبدفع ضعيف ومتقطع لا يروي ظمأ الحي وأهله. وختم محمد آل زمانان الجولة بالحديث عن معاناة لا تقل عن سابقاتها، وهي غياب صحة البيئة عن متابعة الأمراض والأوبئة التي انتشرت في الحي، كما أن مركز الرعاية الصحية في الحي لا يوجد فيه إلا طبيب واحد فقط، كما أن المركز في حاجة إلى طبيبة أسنان وفنية مختبر للنساء. إزالة المخالفات «عكاظ» واجهت مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة منطقة نجران أحمد آل الحارث، بقضية الحيوانات النافقة في حي الأثايبة، حيث أكد أن توجيهات الأمين تستوجب وقوف الجهة المسؤولة في الأمانة على الموقع، وفي حال وجود مخالفات وحظائر أغنام داخل الحي سيتم إزالتها فورا.