لوادي «مرير» الواقع غرب مكةالمكرمة، نصيب كبير من اسمه، بعد أن اصبح مردما عشوائيا لمخلفات المشاريع التطويرية وسط العاصمة المقدسة، فانتشرت الصخور في أرجائه، وأسهمت في تغيير مسارات السيول، ووجهتها إلى حظائر الماشية في الموقع، ولم تتوقف معاناة الوادي عند هذا الحد، بل تدهور مستوى الإصحاح البيئي فيه، باقتطاع بعض الرعاة جزءا منه، وحولوه إلى مرمى كبير للحيوانات النافقة تزيد مساحته يوما بعد آخر، مصدر الأمراض والروائح الكريهة للزرائب في الموقع. أصحاب الحظائر والرعاة طالبوا الجهات المختصة بتعقب الشاحنات التي تتخلص من مخلفات المشاريع التطويرية في الوادي، لرغبتهم في اختصار والوقت والجهد وعدم نقلها للموقع المخصص لها، مشيرين إلى أن البعض يمارس حرق الجثث النافقة، ما يفاقم من عمليات التلوث في المكان. وطالب خالد اللحياني الجهات المختصة بتعقب أصحاب الشاحنات المخالفة في وادي مرير، موضحا أنهم يتخلصون من مخلفات المشاريع التطويرية وسط العاصمة المقدسة، بطريقة عشوائية في المكان، وتتسبب الصخور الملقاه على قارعة الطريق في تغيير مجاري السيول وتوجيهها إلى حظائر الماشية المنتشرة في المكان. وألمح اللحياني إلى أن هطول الأمطار يدفع بالسيول على وادي مرير، وتصبح الحركة في الموقع صعبة، بسبب الصخور الملقاة على جوانب الطريق، ما يكلف أصحاب الحظائر إلى استئجار شيولات بأغلى الأثمان لفتح الطرق، ورفع ردميات الرمل المحيطة بحظائرهم خوفا من تعرضها لغزو السيول التي تحولتها الصخور إلى حظائرهم. بدوره، تحسر تاجر الماشية خليل الصبحي على الوضع الذي آل إليه وادي مرير، مشيرا إلى أنه في السابق كان بيئة صالحة لتربية المواشي، لكنه تدهور وتدني فيه مستوى الإصحاح البيئي مؤخرا لعدم وجود مكان مخصص لرمي الأغنام النافقة. وقال الصبحي: «انتشار جثث الحيوانات لوثت المكان، وجعلته غير صالح لتربية الماشية، بعد تكاثرت فيه الجراثيم وغزت الحظائر في المواقع، وأصابت الاغنام بالعديد من الأمراض الخطرة»، ملحا إلى أن التلوث الذي اجتاح وادي مرير دفع بالرعاة بنقل دوابهم إلى مناطق آمنة ونظيفة. إلى ذلك، شدد الدكتور البيطري عثمان محمود على أهمية توفير مواقع آمنة للماشية النافقة، مطالبا الأمانة بتخصيص موقع يحتويها ويحرق جيفها بعيدا عن حظائر الأغنام حتى لا تنتشر العلل المصاحبة لها.\ ورأى الدكتور محمود أن انتشار جثث الدواب يهدد بكارثة بيئية في وادي مرير تطال جميع الحظائر المجاورة للمرمى العشوائي للأغنام، محذرا من تلوث لحوم وألبان الماشية في الوادي. بدوره، شكا علي الزهراني من أن الأغنام النافقة التي ترمى جوار حظيرته تزايد أعدادها وشكلت مرمى كبير للجيف، ونقلت الأمراض إلى دوابه، موضحا أنه لم يعد وأسرته يجلسون قرب الحظيرة كما كانوا في يفعلون في السابق هربا من الروائح الكريهة المتسربة إليهم من جثث الحيوانات. وقال: «ويزداد الوضع سوءا حين يرش البعض الوقود على الأغنام النافقة ويحرقها، في محاولة منه لمنع انتشار المرض المصاحب للأغنام النافقة، ما يسهم في انتشار الكلاب المسعورة قرب الزريبة». ونبه الزهراني أن المنطقة تشهد مخالفات صريحة مثل تلويثها برمي مخلفات المشاريع التطويرية التي تجري في وسط العاصمة المقدسة، بدلا من إلقائها في المردم المخصص لها خلف محطة البنيان على طريق جدة، لرغبتهم في اختصار الوقت وعدم الانتظار في المردم الرسمي. وشكا من أن تلك المخلفات أغلقت مجارى السيول، وحولت مساراتها إلى حظائر الماشية، ملمحا إلى أنهم اضطروا للاستعانة بالشيولات لإزالة العقوم التي شكلتها المخلفات في الوادي، وتشييد حواجز تحمي حظائرهم من السيول ومياه الأمطار. معاقبة الشاحنات المخالفة أفاد مصدر مسؤول في أمانة العاصمة المقدسة أنهم رصدوا تجاوزات أصحاب الشاحنات متمثلة في عدم التزامهم بالانظمة، وتخلصهم من مخلفات البناء بعيدا عن المردم المخصص خارج أوقات الدوام الرسمي، على غفلة من رجال الأمانة. وتوعد بتغريم المخالفين منهم، مؤكدا أن الأمانة لم تتلق أي بلاغ بشأن الأغنام النافقة على قارعة الطريق وحرقها، موضحا أن الأمانة بدأت في إزالة حظائر الأغنام الواقعة في الجزء الغربي لمنطقة المرير، تمهيدا لإنشاء الطريق الدائري الرابع.