إذا زرت قرية القتيباء في الأحسبة أو مركز يبس في المخواة، لا شك أنك ستلاحظ الغبار والأدخنة تغطي الأجواء، وتتنشق روائح كريهة تزكم الأنوف وتكتم الصدور، وإذا سألت عن السبب فسيأتيك الجواب من الأهالي، إنها الكسارات ومرمى النفايات، التي طالبوا منذ سنوات عديدة بنقلها إلى مكان بعيد عن منازلهم ولكن دون جدوى. "عكاظ" زارت المنطقة والتقت الأهالي الذين جددوا مطالبة الجهات المسؤولة في بلدية محافظة المخواة بضرورة نقل مرمى البلدية والكسارات لإبعاد خطر الأمراض التي تتسبب بها عنهم وعن أطفالهم. وقال حسن الغامدي إن الأهالي تقدموا بعدد من الطلبات لنقل هذه الكسارات إلى المقر المخصص لها على طريق ناوأن (صراده)، وسرعان ما تأتي أوامر بنقلها، ولكن نفاجأ بعدم التنفيذ. وأضاف أن الأهالي يرغبون بنقلها في أقرب وقت ممكن، خصوصا أن غبارها تسبب بتعرضهم لعدد من الأمراض مثل الحساسية والربو، إضافة إلى أنها أتلفت الطبيعة البكر التي تتمتع بها المنطقة، وعرضتها للدمار الشامل. وناشد وزارة البترول والثروة المعدنية نقل هذه الكسارات إلى المكان المخصص بعيدا عن كبار السن من الرجال والنساء وطلاب وطالبات المدارس. من جانبه قال مبارك منسي عصيدان، أحد المتضررين، إن الأتربة المتصاعدة من الكسارات الحقت اضرارا بالغة بمزرعتي في الوادي، واشار إلى أنه سبق وتقدمنا بشكاوى ولكن بدون جدوى. أما أحمد مبارك الزهراني من أهالي يبس، فقال إن أضرارا كبيرة لحقت بمزراع الأهالي في وادي الاحسبة ويبس، وفيها محاصيل من مختلف الخضروات والفواكه، بسبب الأتربة التي غطت أجواء الوادي، ما تسبب في تلف بعض المحاصيل. وطالب بلدية المخواه بإزالة مرمى النفايات، متسائلا متى سيتم تشغيل مكبس النفايات الذي انتهى تركيبه منذ 3 سنوات في محافظة المخواه. من جانبه أشار سويد محمد إلى أن المواشي أيضا تتضرر من الغبار والأتربة، كما أن الأشجار في الجبال لحق بها الضرر، الأمر الذي ينعكس سلبا على المواشي من الضأن والماعز والجمال. "عكاظ" نقلت شكاوى الأهالي إلى رئيس بلدية المخواة المهندس علي عبدالرحمن آل محيا، الذي أشار إلى أن مرمى النفايات عمره 15 سنة، وسبق أن وقفت لجنة عليا من الإمارة والصحة والمياه والبلدية والزراعة للبحث عن موقع بديل، إلا أن اللجنة أقرت أنه لا يوجد موقع بديل في المحافظة حيث أنه يقع على مساحة كبيرة. وأشار إلى أن البلدية ستعمل على تسوير المرمى حتى لا يتم حرقه من قبل العمالة المجهولة أو التي تبحث عن العلب الفارغة، إضافة إلى أنها تعمل أيضا بمعداتها على طمر النفايات أولا بأول وبصفة يومية. ليست من اختصاصنا ردا على سؤال "عكاظ" حول مصير الكسارات ومطالبات الأهالي بنقلها إلى المكان المخصص لها، قال رئيس بلدية المخواة إن الكسارة الموجودة في وادي الأحسبة ليست من اختصاص البلدية، بل تعود إلى جهات اختصاص أخرى.