يفتح معرض الرياض الدولي للكتاب، في تمام الساعة العاشرة من صباح اليوم، أبوابه لجميع الزوار من الجنسين، فيما يشهد المعرض، الليلة، انطلاق البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، ورأى عدد من المثقفين والمثقفات أن البرنامج الثقافي للمعرض هذا العام يفتقر للتنويع ويتجاهل المسرح والفنون التشكيلية، مطالبين بإعادة تصور البرنامج من جديد والاختيار المناسب لتوقيت الندوات والمحاضرات.. «عكاظ» استوضحت آراء المثقفين في البرنامج الثقافي للمعرض في تفاصيل الاستطلاع التالي: في البدء، قال الأديب علي الرباعي: «الثقة متوفرة في اللجنة الثقافية، ولا يمكن أن نشكك في قدراتها، لكن لماذا لم تطرح موضوعات البرنامج الثقافي على جميع المثقفين في جميع مناطق المملكة، ويكون اختيارها بالتصويت بعد موافقة الوزارة؛ لأننا نأمل بأن تكون الرؤية مشتركة بين المثقفين»، مضيفا: «المعرض للوطن، ويفترض أن يكون لآراء مثقفي المناطق رأي». وطالب الرباعي بإعادة النظر في توقيت المحاضرات حتى يتسنى للمثقفين الحضور. من جهته، رأى الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي أن البرنامج الثقافي عبارة عن اجتهادات من لجنة مشكلة من وزارة الثقافة والإعلام، وهي تجتهد في تقديم نشاط ثقافي واجتماعي وأحيانا اقتصادي، لكن الإشكالية في البرنامج الثقافي في معرض الكتاب تكمن في عدم التنويع في المناشط. وقال «هناك عدد من المناشط غائبة تماما كالمسرح والفنون التشكيلية، وهذا في حاجة لإعادة تصور البرنامج الثقافي من جديد، فيجب ألا تقام الفعالية من أجل إقامتها فقط». من جانبه، اقترح رئيس النادي الأدبي في جازان سابقا الدكتور حجاب الحازمي الإعلان عن الأنشطة الثقافية في القاعة المخصصة بطريقة أفضل، حيث يتم الإعلان عنها عبر الإعلانات المكتوبة، ومن خلال مكبرات الصوت التي تركز كثيرا على توقيع كتب المؤلفين والمؤلفات، مطالبا اللجنة المختصة بالأنشطه الثقافية المصاحبة للمعرض بالتعريف بالندوات عبر تقديم الدعوات لمنسوبي الجامعات الحكومية والأهلية المتواجدة في العاصمة الرياض والنادي الأدبي في الرياض، مشيرا إلى أن الحضور في كثير من الندوات يكون مخجلا بالنسبة للضيوف ولا سيما إذا كانوا من خارج المملكة ويأتون ليلقوا محاضرات ويفاجأون بعدم اكتمال الصف الأول للقاعة أو اكتمال صف أو صفين فقط. من جانبه، قال عضو النادي الأدبي في أبها سابقا الأديب مرعي ناصر: «معرض الرياض الدولي للكتاب مناسبة وطنية ينتظرها كل من له علاقة بالثقافة، وكل عام والمعرض رائع، كونه يجلب دور نشر كثيرة وطبعات متجددة وإصدارات حديثة وفعاليات متعددة، لكن الإشكالية في رفع أسعار الكتب». وأعرب عن أمنيته في وضع برنامج لزيارة ضيوف المعرض من داخل المملكة وخارجها لإبراز معالم الرياض، كما تمنى عدم تكرار أسماء المشاركين والمشاركات في النشاط الثقافي. ومن ناحيتها، أوضحت الإعلامية ميسون أبو بكر أن معرض الكتاب من أكبر المهرجات السنوية الثقافية في المملكة، ويزوره ملايين الزوار من كافة مناطق المملكة والدول العربية؛ ولذلك تولي وزارة الثقافة والإعلام لهذا العرس الثقافي اهتماما بالغا، ولكن البرنامج الثقافي للمعرض يتم انتقاده سنويا من ناحية اختيارات الموضوعات، وتذهب الانتقادات سدى بلا استجابة، معربة عن أمنيتها أن تعالج الوزارة الملاحظات حتى يكتمل هذا الحدث الكبير بكافة نشاطاته. في سياق متصل، رأت الإعلامية أم كلثوم الحكمي أن السبب في ضعف البرامج الثقافية المصاحبة لمعرض الكتاب هو اختيار المشاركين حسب الصداقات في الحياة الاجتماعية، واعتبرت أنه «رغم العدد الكبير من المثقفين في المملكة وخارجها، إلا أن الأسماء المشاركة محدودة بسبب الشللية التي تضعف كل الفعاليات وليس فقط برنامج المعرض». في المقابل، وردا على رأي المثقفين بضعف البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، قال مساعد مدير المعرض عبدالله الكناني: «موضوعات البرنامج الثقافي مختارة من قبل المثقفين أنفسهم، وبناء على ذلك تم اختيار الموضوعات والمقدمين لها».