تراوح الأزمة السورية في مكانها، وسط محاولات دولية وعربية لاختراق الأزمة باتجاه الحل، يأتي ذلك وسط تشبث الرئيس السوري بشار الأسد بالحكم ورفضه التنحي ووقف حمامات الدم. وجدد الأسد رفضه التنحي عن السلطة متمسكا فقط باستعداده للتحاور مع المعارضين «الذين يسلمون سلاحهم» -على حد زعمه -. واعتبر الأسد في مقابلة مع صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية نشرت أمس أنه ليس صحيحا أن تنحيه عن السلطة يحل الأزمة في البلاد كما يقول بعض المسؤولين الغربيين، وقال «لو كانت هذه المقولة صحيحة فمعنى ذلك أن رحيلي سيوقف القتال»، مضيفا «من الواضح أنه تفكير سخيف، والسوابق الأخرى الأخيرة في ليبيا واليمن ومصر تشهد على ذلك». وعلق وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ على تصريحات الأسد، وقال في مقابلة مع تلفزيون «بي بي سي» إن «هذا الرجل يقود مذبحة». ووصف هيغ الانتقادات التي ساقها الرئيس السوري بشار الأسد لحكومة بلاده على ما اعتبره تدخلها غير البناء في الأزمة السورية بأنها وهمية، وقال إن بريطانيا تدرس تسليح المعارضة. وفي خطوة لم يعلن عنها مسبقا زار رئيس الائتلاف السوري أحمد معاذ الخطيب مناطق في ريف حلب، وذلك للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا للائتلاف، بحسب ما ذكر مسؤول في المجلس الوطني السوري. وقال المصدر رافضا كشف هويته «دخل أحمد معاذ الخطيب سوريا للمرة الأولى منذ تعيينه وزار مدينتي منبج وجرابلس لبضع ساعات قبل أن يغادر» عائدا إلى تركيا. ميدانيا، سقطت ثلاث قذائف هاون في محيط مبنى الأركان العامة الذي تعرض قبل أكثر من أسبوعين لإطلاق قذيفتي هاون. الأمر الذي أكدته وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». إلى ذلك، يبحث وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع مجلسهم الذي سيعقد بعد غد «الأربعاء» سبل تقديم دعم نوعي إلى المعارضة السورية. وكشفت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة عن أن وزراء الخارجية سيتداولون في أفكار لزيادة هذا الدعم، فيما ينتظر أن يترك هذا الأمر لكل دولة على حدة في حال تعثر التوصل إلى قرار جماعي بسبب معارضة بعض الدول، مثل العراق ولبنان والجزائر.