القلق من الوضع غير المستقر في الشأن الداخلي المصري والركود الاقتصادي الشديد الذي تشهده البلاد خلقا نوعا من التباين والتشكيك داخل الكونجرس الأمريكي بشأن المساعدات العسكرية التي تقدمها واشنطن إلى الحكومة المصرية والبالغة 1.3 مليار دولار في السنة والتي تشمل توريد أعداد كبيرة من دبابات (إم 1 إي 1) ومقاتلات من طراز (إف 16). صحيفة واشنطن بوست نشرت تحقيقا أمس جاء فيه أن عددا متناميا من أعضاء الكونجرس الأمريكي بدأ بالتشكيك بمدى الحكمة من وراء تزويد مصر بتلك المساعدات، التي وصفوها بالكرم الزائد عن اللزوم الذي قد تكون له نتائج عكسية، استنادا إلى عدم التمكن من تحديد تصرفات النظام الجديد وعلاقته الدقيقة مع إسرائيل. وأوضح التحقيق أن هذا الأمر هو من أهم المواضيع التي ناقشها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال زيارته إلى القاهرة علما بأن كيري كان أعلن سابقا أن فك الارتباط الكامل مع مصر سيكون خطأ جسيما. في المقابل، كان منتقدو النظام المصري الجديد في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين قدموا مشاريع قوانين تطالب بوقف مؤقت أو بإلغاء عمليات شحن الأسلحة الأمريكية إلى بلاد النيل، لكن هذه المشاريع لم تلق التجاوب من العدد الكافي من المشرعين لكي يتم إقرارها. ونقلت الصحيفة عن النائب الجمهوري عن ولاية فلوريدا فيرن بوكانان قوله: «لماذا نمنح مليارات الدولارات لمصر عندما نكون مدركين أنها ليست صديقة لأمريكا؟ نحن نغرق في بحر من الديون، فلماذا ننفق هذا القدر الكبير من الأموال في جزء من العالم لا يحبنا؟». كذلك طالب العضو الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ جيمس إنهوفي بوقف مؤقت للمساعدات العسكرية الأمريكية إلى مصر بما فيها 20 طائرة إف 16 هذا العام. وقال إن مثل هذا التحرك من شأنه أن يوجه رسالة شديدة اللهجة إلى الرئيس المصري محمد مرسي. مضيفا أن المؤسسة العسكرية المصرية صديقة لنا لكن مرسي هو عدونا».