فرضت متسولات من جنسيات مختلفة وجودهن في مجمعات ورش السيارات ومخارط التوضيب في صناعية الطائف، حيث تتخذ طرقا وأساليب جديدة لاستعطاف ذوي القلوب الرحيمة منها والضعيفة، لانتزاع حفنة من المال تحت ذريعة الفقر والجوع بإبداء شيء من الزينة برائحة العطور الباريسية، دون مبالاة بما ينطوي على ذلك من مخاطرة، خاصة أن الورش تغص بالعمالة. عدد من أصحاب الورش ورواد المنطقة الصناعية أوضحوا ل «عكاظ» أن انتشار المتسولات أصبح يشكل هاجسا لدى العاملين في هذه الورش وعملائهم، حيث أبدى محمد القرشي اندهاشه من وجود متسولات من جنسيات مختلفة في ورش ومخارط التوضيب يحاولن استعطاف المواطنين بعبارات رنانة، لافتا إلى بعضهن لا تتورع في إبداء جانب من زينتها، بخلاف العطورات التي تعبق المكان في سبيل الحصول على بعض المال، دون مراعاة ما ينتج عن تلك الظاهرة السلبية من مداعبة أصحاب القلوب المريضة الذين يستغلون ذلك بشكل غير أخلاقي، مناشدا الجهات المعنية بسرعة اتخاذ التدابير اللازمة للقضاء على ظاهرة تنخر في المجتمع، مضيفا أن هناك العديد من المراهقين يطرقون أبواب الورش بحجة إصلاح مركباتهم بحثا عن هذه الفئة من المتسولات. وأكد القرشي أن المتسول بشكل عام لا يفكر في شيء سوى الحصول على المال مهما كلفه الأمر، خاصة إذا كان المتسول إمرأة، حيث تجدهن في جميع المواقع التي تشهد كثافة غير عابئات بما يحدث نتيجة هذه الممارسات، مضيفا أن بعض هذه الفئات لا تتورع في الشجار أمام أبواب المساجد أوقات الصلوات للحصول على موطئ يتمركزون من خلاله في موقع متميز أوقات خروج المصلين لاستجدائهم بكلمات تدغدغ المشاعر وتستثير عطاءهم. ويشير طلال العتيبي إلى أن تكاثر هذه الفئة لم يكن وليد الصدفة، فالمتسولات من جنسيات مختلفة يجدن تعاطفا من أصحاب القلوب الرحيمة، رغم أن هناك جهات مختصة وجمعيات خيرية ودور رعاية تنظم الصدقات والزكوات بطريقة شرعية ومدروسة، لافتا إلى ضرورة تكاتف الجميع للقضاء على ظاهرة التسول والعمل على إيصال الصدقات إلى مستحقيها، محذرا من مغبة التعاطف معهم وبذل المال دون الوضع في الاعتبار أن ذلك يساعد على نموهم وتكاثرهم لا القضاء عليهم، ما يتعارض أيضا مع التعليمات الصادرة في هذا الشأن. واندهش العتيبي من إصرار إحدى المتسولات للحصول على المال من أحد رواد الورش أثناء إصلاح سيارته، لدرجة ملاحقته في الأزقة، والجلوس أمامه بطريقة تدعو للاشمئزاز وهو يتابع إصلاح مركبته. فيما يصر المواطن على عدم التجاوب معها، معتذرا لها، دون أن يمنحها ماتريد. من جهتهم أبدى عدد من عمال الورش تضجرهم من هذه الظاهرة، التي تعمل على تنفير الزبائن وهروبهم من ورشهم، فيما يعمد البعض إلى منحهم ريالات بسيطة لإبعادهم عن مداخل الورش، وعدم إلحاحهم على الزبائن مما يتسبب في إحراجهم. بدوره حث مدير عام مكتب متابعة المتسولين في الطائف التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية على عدم التعاطف مع المتسولين مهما كانت الظروف وأن لا ينجرفوا وراء ادعاءاتهم، قائلا: يجب على الجمهور عدم منحهم المال وأن يتوجهوا بصدقاتهم إذا لزم الأمر إلى الجمعيات الخيرية والدور المخصصة لذلك، ومن خلالها يتم تنظيم هذه الصدقات وترتيبها وتوزيعها على المستحقين، كما أشار إلى ضرورة التعاون مع حملات مكافحة التسول بالإبلاغ عن المتسولين والمتسولات، وعدم التعاطف مع هذه الفئات عند القبض عليهم. وأكد ل «عكاظ» أنه تم القبض على 29 متسولا ومتسولة خلال الشهر الماضي، من بينهم مواطن وست سيدات سعوديات، إضافة إلى 22 من جنسيات أخرى نصفهم من النساء، لافتا إلى أنه في حال تكرر القبض على المواطن أثناء تسوله لثلاث مرات يتم تحويله إلى الشرطة مباشرة. استجداء العواطف لا يفكر المتسول في شيء سوى الحصول على المال مهما كلفه الأمر، خاصة إذا كان امرأة، حيث تتواجد في كل المواقع ودون أن تعبأ بنتيجة ممارساتها، في مجمعات الورش الصناعية، وأمام المساجد، وفي كل التجمعات التي تشهد كثافة سكانية، المهم أن تجد موقعا متميزا لاستجداء المارة والمواطنين بكلمات تدغدغ المشاعر وتستثير عواطفهم للحصول على المال.