ضربت بعض المقاهي الشعبية في جدة عرض الحائط، بالتعليمات التي تحافظ على الصحة العامة بمنع تقديم الشيشة والمعسلات داخلها، لتستبيح الدخان في وضح النهار دون حسيب أو رقيب، معلنة عدم اكتراثها بالإنذارات التي تلقتها بعضها من قبل أمانة جدة. ويبدو أن العزوف الشبابي عن تلك المقاهي دفعها لإعلان الخروج على النظام، على أمل في استعادة من باتت تفقدهم يوما بعد يوم من الزبائن خاصة من المراهقين الذين يرون في تلك المقاهي الشعبية ملاذا لهم، خاصة أنها تتوسط الأحياء. وفيما بات التفاعل الأولي مع القرار الذي يهدف للحفاظ على الصحة العامة، مبكرا إلى الدرجة التي تجاوب فيها الأهالي، تراجعت حدة التفاعل إلى درجة التلاشي ليعاود أصحاب المقاهي تقديم الدخان الذي يرتفع ليؤذي الصغار والكبار في البنايات التي تجاور تلك المقاهي. وأعرب عدد من السكان المجاورين للمقاهي المتمردة على قرار المنع أن جزءا من المشكلة قد حل أثناء الالتزام، حيث لم يعد هناك تجمع للكثير من مرتادي المقاهي، فضلا عن ارتياحهم من رائحة الجراك المزعجة والتي باتت تطرد الأهالي من منازلهم. وفيما أعاب البعض ما اعتبروه غياب الرقابة من قبل الأمانة، أكدوا أن النتائج الإيجابية التي واكبت التطبيق تؤكد أنه يجب عدم النكوص عنه مرة أخرى، خاصة أنه في إطار صحة الإنسان، حيث دعا مسعود الزهراني إلى ما وصفه بالضرب من حديد ضد المخالفين إلى حد الإغلاق بعد فرض الغرامات المالية الموجعة. لكن أحد العمال في تلك المقاهي برر تقديمه للشيشة بأنه ينفذ التعليمات التي يتلقها من صاحب المقهى، مشيرا إلى أنه لا دخل له بأي شيء آخر، مدعيا أن القرار لفترة زمنية معينة ثم انتهى، لتعاود كل المقاهي العمل بتقديم الشيشة اعتياديا. من جانبه أكد الدكتور عبدالعزيز النهاري المتحدث الرسمي ل أمانة جدة أن القرار لا زال ساري المفعول وسيتم تطبيقه حتى إغلاق كل المقاهي المخالفة ، موضحا أن المقاهي التي سبق وان أنذرت أو أغلقت وعادت لممارسة النشاط هم متحايلون على النظام ومتخفين من مراقبي البلدية، موضحا أنه يتم إقفال المقهى فورا في حال إنذاره سابقا. وأفاد أن بعض المقاهي تعمد على عمل أبواب خلفية لتنفيذ مخالفاتهم، داعيا الجميع ممن يلاحظون مخالفات من هذا النوع سرعة الإبلاغ عن أي مقهى مخالف.