انطلقت الاستعدادات المبكرة لمشاركة منطقة الباحة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 28)، لتقديم أفضل الخدمات لزوار بيت الباحة في مختلف المجالات وتقديم أفضل الأنشطة والبرامج المتنوعة للزوار. وتسليط الضوء على هذه الاستعدادات، كان ل «عكاظ» هذا الحوار مع رئيس وفد إمارة المنطقة المشارك محمد غرم الله لافي الغامدي، الذي صدر قرار تكليفه مؤخرا من سمو أمير المنطقة، والذي استعرض فيه أبرز إسهامات ومشاركات المنطقة في المهرجان مشددا على أن الفعاليات المقدمة وخصوصا القرية التراثية تقدم صورة مشرقة لتراث الباحة وموروثها، مشيرا إلى أن نحو 11 لجنة تنفيذية تعمل بروح الفريق الواحد لتحقيق تطلعات المسؤولين في المنطقة وأهلها في جال إبراز تراثها وموروثها. وفيما يلي وقائع الحوار: ماهي استعداداتكم لمشاركة المنطقة في الجنادرية؟ بداية أثمن ثقة صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، ووكيل الإمارة الدكتور حامد الشمري سائلا المولى عز وجل أن يعيننا على أداء الواجب والعمل مع زملائي المشاركين بما يحقق أهداف المهرجان، وتطلعات المسؤولين في المنطقة وأهلها في مجال إبراز تراثها وموروثها ومحافظاتها. أما في ما يتعلق بالاستعدادات لهذا العام فقد عقدنا عددا من الاجتماعات التحضيرية، بتوجيهات من سمو أمير المنطقة وبرئاسة وكيل الإمارة الدكتور حامد الشمري وعضوية محافظي المحافظات ومديري الإدارات الحكومية والجهات ذات العلاقة، لتطوير القرية التراثية في الجنادرية، وهذه الجهود هي استكمال لما تم من تطوير في المرحلة الثانية، فوضعت الدراسات اللازمة التطويرية والآليات المناسبة لاختيار المشاركين من المنطقة والمحافظات وكذلك الفعاليات التي سيتم المشاركة بها من ثقافية واجتماعية وفنية تبرز تراث وموروث المنطقة الشعبي. القرية التراثية ما هي ملامح تطوير القرية التراثية في هذه المرحلة؟ أضفنا كل ما من شأنه خدمة زائري القرية ونقل الصورة المشرقة لتراث المنطقة، وفي الأيام المقبلة سننتهي من بناء صالة عرض خاصة لجامعة الباحة، وتجهيز صالة عرض أخرى للفعاليات النسائية والتي تحفظ للمرأة المشاركة خصوصيتها، وبما يمكنها من عرض ما لديها من تراث وموروث شعبي، وممرات أرضية ومزلقانات لتسهيل حركة ذوي الاحتياجات الخاصة عند دخول القرية والخروج منها، إضافة إلى بناء بيت من الشعر، يمثل «بيت البادية» وتجهيزه بكامل متطلباته التراثية، ووضع تحسينات على المقر الرئيسي لبيت الباحة الشعبي وتهيئته لاستقبال كبار الزوار، لما يتميز به من حسن موقعه داخل القرية، يمكن الزائر من الاطلاع على كل الفعاليات بيسر وسهولة وغيرها الكثير. الفعاليات ماهي الفعاليات التي خططتم لتنفيذها هذا العام؟ حرصنا على تنوع الفعاليات والمناشط التي من شأنها نقل تراث وموروث المنطقة في صور جمالية تحاكي طبيعة المنطقة وجغرافيتها وأهلها الطيبين، ومدى ما وصلت إليه من نهضة وتقدم في ظل قيادتنا الرشيدة، وتم إعداد وتجهيز عدد من البرامج والفعاليات الثقافية والأمسيات الأدبية والفنون والرقصات الشعبية، وإشراك عدد من الحرف والمهن والصناعات اليدوية، وإبراز دور المرأة في المنطقة من خلال أركان التراث الشعبي والحرف والصناعات الشعبية ونشاط الأسر المنتجة والأكلات الشعبية، كما خصصنا قاعة لعرض المشاريع التنموية والحضارية والثقافية والتعليمية والصحية والزراعية والسياحية التي تميزت بها المنطقة في عهد خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. علما أننا اخترنا مجموعة من أبناء المنطقة وكبار السن الذين لديهم خبرة ودراية ومشاركات سابقة في هذا المجال، لتمثيل المنطقة في الحرف والمهن مثل خياطة الملابس الرجالية والنسائية وصناعة الأسلحة القديمة وصيانتها وحرفة الطرق والنجارة واستخراج السمن والإقط وحرفة استخراج الكادي والريحان وتطريز الملابس وصناعة الخوصيات وصناعة الألعاب الشعبية وصناعة الفضة والجنابي والسيوف وصياغة الفضة وصيانتها وحرفة الحصير والقبعات وحرفة استخراج زيت السمسم وحرفة تربية النحل واستخراج العسل، إضافة إلى حرفة البناء على الطبيعة أمام الجمهور حيث خصصنا مجموعة من البنائين لبناء الحجر أمام الزائرين في أرض بيت الباحة. العرضة الجنوبية ما الذي ستقدمونه في مجال الفنون؟ بناء على توجيهات وكيل الإمارة وحرصه الدائم على أهمية إظهار أي مشاركة تمثل المنطقة بالمظهر اللائق والمشرف، وبناء على تعليمات الحرس الوطني من حيث الأعداد المسموح بها والمخصصة لكل منطقة، تم اختيار مجموعة من أبناء المنطقة للمشاركة في العرضة الجنوبية التي تتميز بها منطقة الباحة، وكذلك مجموعة من الشعراء المتميزين والذين يمثلون محافظات المنطقة، وسيعملون على إحياء بيت الباحة بشكل يومي بعدد من الألوان الشعبية التي اشتهرت بها المنطقة كالعرضة والمسحباني واللعب والمجالس الشعرية وشعر النظم وعزف الربابة سواء ما كان منها في ميدان العرضة أو في مقر بيت البادية المخصصة لذلك. كما ستشارك فرق الفنون الشعبية في المنطقة في المسيرة التي ينظمها الحرس الوطني بشكل يومي في أرض مهرجان الجنادرية بدءا من بعد صلاة العصر وحتى صلاة المغرب، ثم من بعد صلاة العشاء وحتى الساعة الثانية عشر ليلا. اللجان ماهي اللجان التي تعمل معكم في الإشراف ومتابعة مشاركة المنطقة؟ نحن نعمل أولا ضمن منظومة عمل كفريق واحد، لايمكن الاستغناء عن أحد من عناصرها وذلك بتوجيه من سمو سيدي أمير المنطقة رئيس اللجنة العليا لمشاركة وفد المنطقة ومتابعة مستمرة من وكيل الإمارة نائب رئيس اللجنة العليا والمشرف العام على اللجان التنفيذية، وعضوية محافظي المحافظات ومديري الإدارات الحكومية في المنطقة، وهناك عدد من اللجان التنفيذية مثل لجنة التنسيق والمتابعة ولجنة الأمسيات الثقافية والأدبية ولجنة الفنون الشعبية ولجنة الحرفيين ولجنة تنسيق مشاركات الجامعة والإدارات الحكومية واللجنة الاعلامية، ولجنة الاستقبال ولجنة الضيافة واللجنة المالية ولجنة الصيانة ولجنة النظافة العامة ولجنة الفعاليات النسائية، وكل هذه اللجان تعمل وفق مهام ومسؤوليات محددة وبعيدة عن التداخل أو الازدواجية وكفريق عمل واحد. المشاركة النسائية وماذا عن المشاركة النسائية؟ إيمانا من سمو أمير المنطقة بدور المرأة في شتى مجالات الحياة وكونها شريكا في عملية التنمية، تم إنشاء قاعة خاصة للفعاليات النسائية تقدر مساحتها ب 15 م X 17 م تضمن للمرأة المشاركة خصوصيتها وعرض ما لديها من تراث وموروث شعبي اشتهرت به في منطقة الباحة، وقد تم اختيار مجموعة من النساء للقيام بعدد من الأدوار داخل القاعة، حيث تم تقسيم القاعة إلى عدة أركان للتراث والزي الشعبي للمرأة وغرفة العروس وما تحويه من ملابس وحلي ومقتنيات، والمجلس العربي بكامل فرشه ومقتنياته الشعبية، وهناك أركان أخرى لبعض الحرفيات والأكلات الشعبية والمجسمات التراثية. كما خصص ركن آخر للأعمال والأشغال والرسومات الفنية والشعبية لطالبات المنطقة، وركن آخر لاستقبال كبار الشخصيات من النساء إلى جانب العروض المرئية عن المنطقة وما اشتهرت به من مناظر جميلة وأكلات وتراث شعبي صممت لعرضها على شاشات العرض داخل القاعة، وزودت القاعة ببابين أحدهما للدخول والآخر للخروج منعا للازدحام، وكذلك دورات مياه ومرافق خدمية تحفظ للمشاركات والزائرات خصوصيتهن.